هل يجعل الويب 3.0 من الجميع رواد أعمال؟

تطورت شبكة الإنترنت منذ بدايتها بشكل مذهل لتصبح عالماً بحد ذاته يحوي كمية تكاد تكون لا نهائية من المعلومات. وجود هذه المعلومات مفيد لنا كمستخدمين بلا شك (عبارة “اسأل جوجل” أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية)، لكن ومع زيادة تطور الخدمات والتقنيات، ظهرت مشاكل جديدة على الشبكة مثل مركزية المعلومات في إيدي شركات ضخمة واختراقها لخصوصيات المستخدمين، مما أدى إلى ظهور الحاجة إلى نوع جديد من التقنيات التي ستساهم في حل مثل هذه المشاكل المقلقة.

كيف وصلنا إلى ويب 3.0؟

سرعة التطور الذي حصل تصعّب علينا الإلمام بكيفية وصولنا إلى الجيل الثالث من شبكات الانترنت. مصطلح “الجيل” هنا غير محدود بوقت معين، بل يرتكز على تطوّر التقنيات وكيفية خدمتها للمستخدمين. ويمكن تلخيص وصولنا إلى الويب 3.0 كالتالي:
  • ويب 1.0 (الويب الثابت): تعتبر المرحلة الأولى للإنترنت وكانت تعتمد على صفحات الويب عن طريق الروابط التشعبية Hyperlinks دون وجود محتوى تفاعلي (أيّام الزمن الجميل؟).
  • ويب 2.0 (الويب الاجتماعي): كان الويب 2.0 هو بداية ظهور المواقع التفاعلية التي تعتمد بشكل كبير على محتوى المستخدمين مثل فيسبوك، تويتر، يوتيوب وغيرها.
  • ويب 3.0 (الويب الدلالي أو اللامركزي): ماتزال هذه المرحلة في بداياتها إلا أن المتوقع أنها ستعتمد على الذكاء الاصطناعي لربط البيانات والمعلومات لتوفير حلول أفضل للمستخدمين. وقد يضاف إليها تقنيات صاعدة مثل تقنيةالبلوكتشين اللامركزية والتي ستعطي المستخدمين حرية أكبر وتحكّماً أفضل في معلوماتهم الشخصية وتقلّل من مركزية المعلومات والحلول التقنية.

 الويب 3.0، اللامركزية وريادة الأعمال

 يرى الكثير من المختصين أن وجود تقنية لامركزية مثل البلوكتشين ستساهم في دعم ريادة الأعمال وستمنح المستخدمين قدرةً أكبر على التحكم في بياناتهم الشخصيةً واستخدامها لتحقيق دخل إضافي مقابل مشاركتها.

ويمكننا الاطلاع على بعض الخدمات التي توفرها تقنيات البلوكتشين حالياً وكيف تخدم المستخدمين كالتالي:

  • التصفح: قد يبدو تصفح الانترنت عادة يومية بسيطة، لكن المواقع تقوم خلالها بجمع الكثير من المعلومات حول المستخدمين وعادةً ما تخرق خصوصياتهم من أجل استخدامها لعرض إعلانات موجّهة. من أجل ذلك، ظهرت حلول جديدة تتمثل في متصفحات (مثل Brave) تقوم بحجب قدرة المواقع على تعقّب المستخدمين باستثناء ما يقوم المستخدم بالسماح به. يضاف إلى ذلك تقديمها لخدمة مشاهدة الإعلانات المدفوعة حيث تتيح للمستخدم الموافقة على عرض إعلانات في متصفحه مقابل أن تدفع له الشركات المعلنة مبلغاً معيناً تعويضاً له عن وقته!
  • التخزين: وفّرت تطبيقات البلوكتشين حلولاً جديدة في مجال التخزين مثل خدمة Storj التي تقوم على خدمة رفع الملفات، وتفكيكها، وتشفيرها ثم توزيعها على عُقد Nodes على الشبكة. العُقد في هذه الشبكة هي عبارة عن مستخدمين يقومون بتأجير مساحات لا يحتاجونها على اقراصهم الصلبة مقابل مبلغ يدفعه لهم مستخدموا التطبيق!
  • منصات التداول اللامركزية: تعتبر هذه المنصات من التطبيقات الرائدة لتقنية البلوكتشين حيث يمكن لأي مستخدم من خلالها إطلاق عملات رقمية وتداولها دون الحاجة لوسيط، وذلك عن طريق العقود الذكية التي تسهل التداول بين الأشخاص دون الحاجة لأن يثق أي طرف بالآخر! تكلمنا عن هذه المنصات في سكوب سابق هنا.
  • المنتجات الرقمية: قدّمت البلوكتشين طرقاً جديدة لبيع الخدمات أو المنتجات الرقمية على الانترنت. كانت الرموز غير القابلة للاستبدال NFT من أكثر التطبيقات شهرة حيث يمكن من خلالها شراء وبيع المنتجات الرقمية (مثلاً الفنون الرقمية التي يمكن بيعها على الانترنت) دون الحاجة لوسيط، ويمكن حتى للمستخدم الأصلي الحصول على نسبة من كل عملية بيع أو شراء جديدة لمنتجاته!

مكّنت هذه التقنية أيضا من تطوير أفكار لجني المال من خلال محتوى الألعاب، حيث يمكن البحث عن    “محتوى” في لعبة “أكسي إنفينيتي Axie Infinity” مثلاً وبيعه باستخدام العملات الرقمية. وتعتبر هذه التطبيقات جزءاً بسيطا من الابتكارات التي يمكن تحقيقها من خلال هذه التقنية.

 الصورة الكلية

على الرغم من أن فكرة الويب 3.0 مازالت في نشأتها إلّا أن المؤشرات تظهر بوادر ثورة كبيرة في عالم الانترنت وتغيّر كبير قادم في تطبيقاته.
يبدو أن الإنترنت سيصبح شبكة كبيرة من التطبيقات المرتبطة ببعضها البعض: من تقنيات البلوكتشين إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، وحتى عالم الميتافيرس Metaverse الجديد الذي قد يعني وجود عالم رقمي موازٍ لعالمنا الحالي!

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اشترك معنا!

لتصلك بزنس Shot ☕ ساخنةً صباح كل اثنين