اختر ركّابك أوَّلاً!

س: الاستراتيجية أم الناس؟ ج: الناس

س: الفكرة أم الناس؟ ج: الناس

س: المنتج الخارق أم الناس؟ ج: الناس

هذا ما خلصت إليه نتائج أبحاثٍ مطولة قام بها الباحث جيم كولينز وفريقه استمرت لسنواتٍ وتضمنت البحث في 6000 مقال وإنتاج أكثر من 2000 صفحة توثيق مقابلات و 384 ميجابايت من البيانات.

تمكن كولينز وفريقه البحثي من تحديد نخبةٍ من الشركات التي نجحت في إحداث قفزةٍ نوعية مستدامة حققت فيها عوائد تراكمية للأسهم تفوقت على معدل السوق بمتوسط 7 أضعاف خلال 15 عاماً، وهو ما يفوق ضِعف أداء مؤشر أسهمٍ يضم أفضل الشركات في العالم ومنها كوكاكولا (Coca-Cola) و جنرال إليكتريك (General Electric) وإنتل (Intel).

كان اعتقاد كولينز وفريقه أنَّ قيادة انتقال الشركات من المستوى “الجيد” إلى “العظيم” تعتمد أولاً على الخروج باستراتيجيةٍ وتوجهٍ جديد ثمَّ بعد ذلك البحثَ عن الأشخاص المناسبين وضمَّهم إلى الرحلة نحو الوجهة الجديدة، لكنَّ نتائج البحث فاجأتهم!

يقول كولينز ببساطة أن كل القادة الذين درسوهم لم يبدأوا بسؤال: “إلى أين يتجه هذا الباص؟” بل اعتبروه السؤال الخاطئ للبدء. السؤال الأول والأهم بالنسبة لهم كان دائماً: “من هم الركّاب؟” 

 

السر يكمن في “أولاً”

لا شك في أنَّ الكلَّ متفقٌ على أنَّ استقطاب الأشخاص المتميزين أمرٌ هام. ما الذي ميز قادة هذه الشركات إذن؟ الجواب ببساطة هو: “الأولويّة”.

نعم، فهؤلاء القادة لم “يهتموا” مجرد اهتمام باستقطاب الأفضل، بل أعطوا هذا الجانب “الأولوية” على كافة الجوانب الأخرى.

كانت خطوتهم الأولى دوماً ذات شقين: أ- دعوة الأشخاص المميزين للركوب في باص الشركة، و ب- التأكد من نزول الأشخاص الخطأ. عندها فقط يطمئن هؤلاء القادة ويؤمنون بأنه أيّاً كانت الوجهة التي سيصل إليها باصٌ يحمل هكذا ركاب، فإنها ستكون حتماً وجهةٌ عظيمة!

 

الوجهة قد تتغير، لذا ركز على الأشخاص..

عندما أدرك ديك كوولي (Dick Cooley) المدير التنفيذي لـ ويلز فارجو(Wells Fargo) في السبعينيات أنَّ القطاع المصرفي سيواجه تغييراتٍ جذرية بسبب رفع القيود التنظيمية، لم يحاول التنبؤ بتلك التغييرات. وعندما واجهه أعضاء مجلس الإدارة المتوجسين بسيلٍ من الأسئلة من قبيل: “ما هي رؤيتك؟”، “ما هي استراتيجيتك؟”، ” إلى أين ستقودنا؟”، ” كيف ستخرجنا من هذه العاصفة؟”،  كان جواب كوولي ببساطة: “لا أعرف”!

لم يجب كوولي عن أيٍّ من تلك الأسئلة، بل اعتبرها أسئلةً خاطئةً تماماً واختار بدلاً عن ذلك الانشغال بالإجابة عن سؤال “من”، وانطلق في تشكيل فريقٍ شهد له وارن بافيت (Warren Buffett) بأنه “الفريق الأفضل على الإطلاق!”.

لم ينجُ البنك من العاصفة فحسب، بل أبدع في وسطها. وفي الوقت الذي تراجع فيه القطاع المصرفي بنسبة 59% عن سوق الأسهم، تفوق أداء ويلز فارجو (Wells Fargo) على السوق بأكثر من ثلاثة أضعاف!

 

انتبه للبدايات..

إعطاء “الأولوية” لانتقاء أفضل الأشخاص هو مبدأٌ ينطبق على كافة نواحي الحياة الشخصية والمهنية وحتى الترفيهية، وهو صحيحٌ في كافة الأوقات لكنه حساسٌ تحديداً في البدايات.

الفريق أو المجموعة التي تبدأ بها أيَّ مبادرةٍ أو مشروع أشبه بالنواة، وفريقك التأسيسي هو كروموسومات هذه النواة (DNA) التي ستحدد كافة ملامح مشروعك، والتي يصبح من الصعب جداً تغييرها بعد انقسام الخلايا وتكاثرها.

لذا اختر DNA فريقك بعناية ثم دعه ينمو وأنت مطمئن!

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اشترك معنا!

لتصلك بزنس Shot ☕ ساخنةً صباح كل اثنين