كما ذكرنا في النشرة السابقة، فمن المنطقي لأي شركة تملك قاعدة عملاء ضخمة أن تفكر في دخول مجال التقنية المالية والاستفادة من معاملات عملائها المالية، فماذا لو كانت الشركة تملك 32 مليون عميل مخلص يستخدمون تطبيق العملاء الخاص بها في أمريكا وحدها؟

بنك ستاربكس

ستاربكس ليست بحاجة إلى دخول مجال التمويل المسبق (Buy Now, Pay Later) أو البنوك الرقمية ذات التشريعات المعقدة، فرصيد المشترين على تطبيق الشركة وصل في عام 2019 (وفقاً لمقالة في موقع Medium) إلى 1.5 مليار دولار! بينما الودائع المتوفرة سنوياً لدى حوالي 4000 بنك أمريكي لا تصل إلى مليار واحد وسطياً.

هذا يعني أن ستاربكس تحصل على تمويل سنوي ضخم بدون فوائد، وهذا الرصيد لا يمكن المطالبة باسترداده على هيئة نقود. بل والأفضل من ذلك، أنه وفي عام 2019، بقي في أرصدة الشركة 155 مليون دولار هي أرصدة بطاقات الهدايا وغيرها من الخدمات التي دفع المشترون ثمنها ولم يستخدموها مطلقا، وباتت ضمن عوائد الشركة. جدير بالذكر أن ستاربكس حققت في عام 2019 صافي دخل قدره 3.6 مليار دولار.

ثقة وتجربة مستخدم رائعة

في عام 2021، شكلت المبيعات عبر التطبيق 26% من مجموع المبيعات (في أمريكا وحدها)، هذا النجاح لا يتم دون توفير ثقة كبيرة للمشترين بالشركة وتطبيقها تدفعهم لإيداع نقودهم في محفظة التطبيق، ثم بتوفير تجربة مستخدم استثنائية.

تتعامل ستاربكس مع التطبيق باعتباره خيارا استراتيجيا وليس باعتباره ميزة ثانوية، ويتجلى ذلك في عدة مزايا يقدمها التطبيق، منها على سبيل المثال:

-  دمج الرقمي مع الواقعي: كتقديمها لخدمة الطلب والدفع عبر التطبيق، وأخذ الطلب من المحل (دون الوقوف في صف الانتظار).

-  جوائز وتخفيضات إبداعية، كميزة إعادة التعبئة مجاناً في الفروع لمشتركي برنامج الجوائز، ومشروب مجاني في يوم عيد الميلاد، والشراكة مع تطبيق ليفت للنقل التشاركي، وغيرها الكثير.

-  إدماج المستخدم بشكل مستمر، مثال ذلك: الشراكة مع سبوتيفاي لتنزيل الأغاني التي يسمعها العميل في المقهى.

ستاربكس تقدم نموذجاً رائداً في التفكير في موارد الشركة من منظار نموذج الأعمال وبطريقة مبتكرة، فستاربكس خلقت تموضعاً استراتيجيا من خلال دمجها بين مجالي عمل مختلفين تماماً، إولكن بطريقة شمولية ومتوازنة. ماكدونالدز أيضاً نجحت في ذلك من خلال تعديل نموذج الأعمال وشرائها للأفرع ثم تأجيرها لمشغل الفرع صاحب الامتياز   (franchisees) حتى بات البعض يعتبرها  مطوراً عقارياً يبيع البرغر!

كرائد أعمال، هل فكرت في مواردك، وأصول شركتك، ونموذج أعمالك من هذا المنظار؟