هل تحاول إرضاء الجميع؟

“إذا كنت تحاول إرضاءَ الجميع، لن ترضي أحداً في النهاية”

تؤمن بعض الشركات بشدَّة بهذه المقولة، وتتبع استراتيجية التوجّه نحو سوقٍ مخصصة، فتقوم بتحويل كافة جهودها نحو شريحةٍ مستهدفةٍ واحدةٍ مميزة وتسعى لتلبية حاجةٍ محددة أوخدمة سوقٍ أو مكانٍ جغرافيٍّ محدد لم يتم استهدافه بشكلٍ دقيق قبل الآن.

تقديمك لمنتج “طاولة عمل” مثلاً له جمهورٌ واسع جداً، لكن إذا رغبت في اتباع استراتيجية السوق المخصصة أو ما يسمى بـ”سوق الثغرات”، يمكنك أن تخصّصَ المنتج مثلاً للإناث العاملات من المنزل ممن تتراوح أعمارهن بين الـ20 والـ40 سنة ويواجهن مشكلةً في التركيز في العمل، وتعتمدَ مقاييسَ في التصميم والنوعية والمزايا تناسب هذه الشريحة تحديداً دوناً عن غيرها.

 

لماذا أخصّص منتجي / خدمتي؟

الدافع الرئيسي والفائدة الأساسية للتخصيص هي أنه يُكسبك على الفور ميزةً تنافسيةً كبيرة ضمن سوقٍ ضخمةٍ ومزدحمة. لكنه يفيدك أيضاً في عدة أمور من ضمنها أنّه:

• يدفعك إلى تصميم المنتج أو الخدمة بعناية ووضع ميزات تناسب الشريحة المستهدفة.

 • يسهّل عليك تصميمَ الحملات التسويقية لاعتماده على ميزاتٍ متفردة.

•  يساعدك على تحديد قنوات التسويق المناسبة بسهولة.

 

كيف أخصّص منتجي/ خدمتي؟

لاكتشاف مجال “التخصيص” الذي ستعتمده، عليك أن تستثمر الوقت والجهد في دراسة السوق الكبيرة أولاً، وتحديد الشريحة التي ستستهدفها مع مراعاة أن تكون هذه الشريحة قابلةً للنمو مع الوقت (لن تتوقف عند حدٍّ معين ولن يموت المنتج بعد تلبيته للحاجة بفترة قصيرة). وللتأكد من فعالية التخصيص الذي قمت باختياره، يمكنك اتباع الخطوات التالية:

1-  ابحث عن التقاطع: لا تبتعد عن قيم عملك الأساسي وأهدافه وخبراته كي تتخصص في خدمة شريحةٍ معينة، بل حاول إيجاد مساحةٍ تتقاطع فيها أهدافُ عملك بوضعه الحالي مع احتياجات فئةٍ محددة بشكلٍ كبير. بعد تحديد الشريحة المستهدفة بدقة، اسأل نفسك: هل سيعزز تركيزُك عليها مسيرةَ عملك، أم سيشتتك ويسبب هدراً لخبراتك القائمة؟

2- لا تؤذِ علامتك التجارية: لا ننصحك بأن تُحول مجالَ عملك بأكمله لاستهداف حاجةٍ معينة بعيدةٍ جداً عما تقدمه من خلال علامتك التجارية الحالية.. اسأل نفسك: هل سيعزز التخصص علامتك التجارية أم سيجعلها عائمة؟.

3- استعد للغوص: أنت الآن تقدم خدمةً مخصصة، مما يعني أنَّ مجرد “فهم” جمهورك لم يعد كافياً. لابد لك من الغوص في حياة الشريحة المستهدفة واستيعاب أدق تفاصيلها: أين هم الآن وإلى أين يريدون الوصول؟ ما هي طموحاتهم؟ وأبرز المشكلات التي تواجههم؟ كيف سيتموضع منتجك/خدمتك ضمن نمط حياتهم الحالي؟ وكيف سيجذبهم وينتزِع منهم قرارَ الشراء؟.

من الصعب أن تحصل على الصورة الكاملة اللازمة لإتمام هذه الخطوة (إلا إذا كنت قد عايشت النمط ذاته عن قرب)، لذا يمكنك الاستعانة بإجراء استبياناتٍ وأبحاثٍ متعمقة للغوص بعمق في  الشريحة المستهدفة.

مع ازدحام السوق ونضج المستهلكين، أصبح هناك مجالٌ واسعٌ للنجاح من خلال تخصيص الخدمات والمنتجات خاصةً في مجالاتٍ يبحث فيها الأشخاص عن مستوىً عالٍ من التخصيص، كمجالات الصحة أو الجمال أو التعليم. أيّاً كانت استراتيجيتك للتخصيص، احرص دوماً على استهداف سوقٍ قابلةٍ للنمو، فاستهدافك لسوقٍ محددة لا ينبغي أبداً أن يحدَّ نموك، بل أنْ يزيده عمقاً وخبرة.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اشترك معنا!

لتصلك بزنس Shot ☕ ساخنةً صباح كل اثنين