في خطوةٍ صادمة لقطاع الإعلانات، جوجل تقرر الإنهاء على “الكوكيز”!

في خطوةٍ صادمة للشركات المتخصصة في الإعلانات الرقمية، أعلنت جوجل وقفَ استخدام ملفات تعريف الارتباط للطرف الثالث 3rd Party Cookies بنهاية عام 2022 وذلك للحفاظ على خصوصية المستخدمين.

هذا القرار كان له أثرٌ إيجابي لدى المستخدمين المتخوفين من قدرة الشركات على مشاركة معلوماتٍ حساسةٍ عنهم، لكنه في نفس الوقت أثار ضجةً وسط شركات التسويق التي تقول أنها ستتضرر نتيجةً لذلك ولن تستطيع تخصيص الإعلانات بشكلٍ دقيق.

 

ماهي ملفات تعريف الارتباط؟

ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) هي ملفاتٌ صغيرة الحجم يتم تخزينها على جهاز المستخدم من قِبَل المواقع الإلكترونية.

 يوجد بشكلٍ رئيسي نوعان من ملفات تعريف الارتباط، النوع الأول يمكن اعتباره “شراً لا بد منه” أما النوع الثاني فالمستفيد الأكبر منه هو المعلنون!

 النوع الأول: ملفات تعريف الارتباط (الطرف الأول)

 تُنشئها المواقع التي نقوم بزيارتها وتستخدمها للتعرف علينا عند تكرار زيارتنا لها في المستقبل. على سبيل المثال، يستطيع الموقع بفضل هذه الملفات تذكُّر بياناتِ دخولك والصفحاتِ التي قمت بزيارتها وتفضيلاتك من أجل توفير تجربةِ تصفحٍ أفضل لك (أو لهم :))

تسمح أغلب المتصفحات بهذه الكوكيز وتعطي للمستخدم الخيارَ بحذفها يدوياً إن أراد.

النوع الثاني: ملفات تعريف الارتباط (الطرف الثالث)

لا يُنشئها الموقع الذي قمت بزيارته بل تطبيقاتٌ لجهاتٍ أخرى (أطراف ثالثة) تعمل عليه، كما يستطيع أيُّ موقعٍ آخر يتعامل مع نفس التطبيق قراءةَ معلوماتك واستخدامها! على سبيل المثال: لا شك أنَّك قمت من قبل بالبحث (في جوجل مثلا) عن منتجٍ معين لتتفاجأ(ي) بسيلٍ من الإعلانات عن منتجاتٍ شبيهة تغزو مواقع التواصل الاجتماعي لديك! يمكنك شكر (أو لَعْن.. خاصةً إذا كان المنتج محرجاً بعض الشيء !) ملفات الارتباط من الطرف الثالث.

قرَّر عددٌ من المتصفحات المهتمة بالخصوصية حجبَ إمكانية إنشاءِ هذه الملفات منذ سنوات (مثل متصفح سفاري Safari و فايرفوكس Firefox) لكنَّ قرارَ جوجل كروم – الذي يسيطر على 64% من الحصة السوقية لمتصفحات الانترنت – أتى بمثابة إعلانِ إنتهاء حقبةِ هذا النوع من ملفات الارتباط.

 

ماذا يعني لي هذا؟

كمستخدم: سيكون للحدِّ من استخدام ملفات الارتباط من الطرف الثالث انعكاسٌ أفضل على خصوصيتك، وقد يحدُّ من قدرة الشركات على استخدامها بطرقٍ تُظهِر معلوماتٍ حساسةً لأطراف ثالثة بدون إذنك.

كمسوّقٍ إلكتروني: قد يُشكّل هذا القرار تحدياً لشركات الإعلان مستقبلاً، فلن تستطيع خدماتُ الإعلانات تحميلَ ونقلَ معلومات المستخدمين عبر المنصات المختلفة، مما قد يحدُّ من مرونة عملها وقدرتِها على استهداف الجمهور بشكلٍ أدق. لذلك أعلنت كبرى المنظمات المعنية بالتسويق مثل ANA و WFA عن تحالفها للبحث في سُبُل التأقلم والتعامل مع هذا القرار، كما أعلنت أنَّ هناك محادثاتٍ جاريةً مع جوجل للنظر في البدائل المستقبلية الممكنة لهذه الملفات.

 

الصورة الكلية

قد يكون إلغاءُ ملفات تعريف الارتباط للطرف الثالث قراراً ضمن سلسلة قراراتٍٍ تتخذُها شركات التكنولوجيا الكبيرة حالياً استجابةً للضغوطات المتواصلة التي تتعرض لها من قِبَل الحكومات والمستخدمين على حدٍّ سواء؛ إذ تُشكّك هذه الأطراف في نزاهة هذه الشركات في التعامل مع الكمِّ الضخم من المعلومات الحساسة التي تجمعها من المستخدمين واحتمالية بيعها لأطراف ثالثة. يُذكر في هذا الصدد قضيةُ فيسبوك وشركةِ تحليل البيانات كامبريدج أناليتيكا Cambridge Analytica الشهيرة التي تم فيها اتهام فيسبوك بتسريب معلومات الملايين من المستخدمين لشركة كامبريدج أناليتيكا لاستخدامها في إعلاناتٍ سياسية.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اشترك معنا!

لتصلك بزنس Shot ☕ ساخنةً صباح كل اثنين