كيف تنجح دون الدخول في صراع المنافسة؟

مع اشتداد المنافسة وكثرة المنافسين وإغراق الأسواق بكل الأنواع من البضائع، بات دخول السوق أو الاستمرار فيه حرباً طاحنة مستمرة لأي تاجر أو رائد أعمال، فما الحل؟

معضلة المحيط الأحمر

في الأسواق (المحيطات) التقليدية، تتنافس الشركات على عدد محدود من المشترين، وضمن سقف محدود للإبداع، وضمن عوامل منافسة متفق عليها ومحدودة (جودة وسعرا غالباً)، وهو ما يؤدي إلى معارك تسويقية شرسة تتحول فيها المنتجات إلى سلع لا فرق فيها بين علامة تجارية وأخرى. هذا هو المحيط الأحمر (المصبوغ بالدماء) الذي يكون فيه البقاء للأقوى دائماً.

الحل: لا تنافس!

هذا ما يقترحه مؤلفا كتاب استراتيجية المحيط الأزرق Blue Ocean Strategy، والذي درسا فيه 150 شركة نجحت في خلق أسواق جديدة لها وجعل المنافسة أمراً لا أهمية له!

المحيط الأزرق هو سوق جديد لا منافسين فيه، هو سوق تكتشفه أنت، وتخلق فيه الطلب من المستهلكين (بدل الصراع على حصة منه) من خلال تقديم منتج أو خدمة تلبي احتياجاً لم يكن مكتشفاً من قبل، أو بشكل لم يُعهد سابقاً ويصعب استنساخه.

سيرك دي سوليه

بينما كانت صناعة السيرك في طور الاحتضار نتيجة لارتفاع التكاليف، وقلة الموارد، وانصراف الجمهور إلى وسائل ترفيه أخرى، وتزايد رفض استغلال الحيوانات، قامت مؤسسة سيرك دي سوليه بتغيير قواعد اللعبة بالكامل، وخلق طلب في سوق جديد لا منافسين فيه. فعلت ذلك من خلال دمج أفضل ما في السيرك ومجال المسرح الموسيقي، وحذفت كل الأشياء التي لا تضيف قيمة للعميل، لقد نجحت المؤسسة في خلق ما يسميه الكاتبان إبداع القيمة Value Innovation وأعادت تعريف السيرك.

إبداع القيمة: كسر معادلة المساومة بين القيمة والكلفة

يدعو الكاتبان إلى كسر معضلة الاختيار التقليدية بين القيمة (الجودة) والكلفة أو السعر، إذ يمكن من خلال السعي لتحقيق التميز والاختلاف عن الآخرين تحقيق “إبداع القيمة”، وهو الإبداع الذي يقدم للعميل منتجاً مميزاً بسعر مميز، ويخلق بالتالي سوقاً جديداً كلياً يصعب على المنافسين دخوله بسرعة، وهو ما سناقش آلياته في النشرة القادمة من خلال استعراض الإطار العملي لاستراتيجية المحيط الأزرق وآليات التفكير للمضي بالشركة نحو محيط أزرق لم يُكتشف بعد.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اشترك معنا!

لتصلك بزنس Shot ☕ ساخنةً صباح كل اثنين