أبل تكافئ مديرها التنفيذي بـ 750 مليون دولار!
احتفل تيم كوك Tim Cook -والذي خلف الشريك المؤسس لشركة أبل Apple ستيف جوبز Steve Jobs في 24 أغسطس 2011 بعد تدهور حالته الصحية- بالسنة العاشرة له كرئيسٍ تنفيذي للشركة. وبهذه المناسبة تم إهداؤه 5.04 مليون سهم من شركة أبل تصل قيمتها إلى قرابة 750 مليون دولار! يذكر أنَّ تيم كوك قام ببيع جميع هذه الأسهم الأسبوع الماضي.
كانت تلك المكافأة جزءاً من صفقةٍ عقدتها معه شركة أبل مدتها 10 سنوات يتم من خلالها مكافأة كوك بأسهمٍ للشركة بناءً على المدة التي يقضيها في الإدارة وعلى أداء الشركة خلال فترة إدارته. يعرف هذا النوع من الأسهم بـ “الأسهم المقيدة” Restricted Stocks وهي أسهمٌ يتم اكتسابها عن طريق محدِّداتٍ زمنية (مثل مدة العمل) أو محدداتِ أداء (مثل ارتفاع أرباح أو سعر سهم الشركة خلال المدة التي عمل فيها المدير التنفيذي).
مكافأة مستحقَّة!
كانت هذه المكافأة لأداء تيم كوك خلال السنوات الثلاثة الماضية والذي حقق أهدافها بجدارة! إذ ارتفع سهم شركة أبل بنسبة 193% تقريباً خلال السنوات الثلاث الماضية وبنسبة 1200% تقريباً منذ توليه الإدارة قبل عقدٍ من الزمن.
بالإضافة إلى ذلك أصبحت شركة أبل خلال هذه الفترة أكبر شركةٍ مساهِمة في العالم بقيمة 2.5 تريليون دولار تقريباً محققةً نمواً يتجاوز 600%! هناك أسبابٌ كثيرة لنجاح كوك الباهر سنذكر منهما السببين الأهم من وجهة نظرنا.
سر النجاح الأول: وظِّف الأفضل وثِقْ بهم!
نهج ستيف كوك أسلوباً إدارياً مختلفاً تماماً عن سلفه ستيف جوبز. كان ستيف جوبز قائداً متسلطا (Autocratic Leader)، حيث كان يتوقع من الجميع تنفيذ رؤيته وقليلاً ما يسمع لاقتراحات أعضاء فريقه.
في المقابل يمكن تصنيف أسلوب كوك القيادي بأنه مزيجٌ بين القائد التحولي Transformational Leader والقائد الديمقراطي Democratic Leader.
أحاط كوك نفسه بأفضل الإداريين ووثق بهم، حيث كان يصغي إليهم ويُشركهم في صناعة القرار. ليس هذا فحسب، بل أكد عددٌ من موظفي أبل حرص كوك على تشجيعهم على التعبير عن آرائهم وعدم التردد في ذلك، كما كان يعمد إلى مكافأة الأفكار والآراء الإبداعية.
سر النجاح الثاني: النظر أبعدَ من الآيفون!
لم يركن كوك إلى نجاح الأيفون الباهر، بل عمد إلى توسيع منظومة أبل بشكلٍ كبير والتركيز على خدمات الاشتراك التي أثبتت فعاليتها؛ ومنها: خدمة بث الموسيقى Apple Music، اشتراك تمديد الضمان على الأجهزة AppleCare ، خدمة الدفع Apple Pay، البطاقة الإئتمانية Apple Card، ومؤخراً دخلت أبل مجال الإنتاج التلفزيوني والسينمائي وقررت حتى منافسة نتفلكس بإطلاقها +Apple TV!
يذكر أنه خلال السنوات العشر الماضية أشرف كوك على موجةٍ هائلة من الاستحواذات، حيث استحوذت آبل على أكثر من 100 شركة أهمها شركة السماعات الشهيرة Beats بمبلغٍ يتجاوز الـ 3 مليارات دولار.
الصورة الكلية
لم تكن المهمة التي تولاها كوك سهلة. فقد شكك الكثيرون في قدرته على شغل منصب ستيف جوبز والحفاظ على تركته. لم يكتف كوك بإثبات خطأ المشككين، بل بحسب العديد من المحللين تثبت الأرقام أنَّ أسلوبه الإداري تفوَّق بمراحل على سلفه ستيف جوبز. يعلّمنا أسلوب كوك الإداري التواضعَ والثقة في موظفينا والإصغاء إلى آرائهم، التفردَ والتفكير في حلولٍ خارج الصندوق، والأهم من ذلك المخاطرةَ بذكاء، يقول تيم كوك: “نخاطر ونحن نعلم أنَّ هذه المخاطر ستؤدي بنا إلى الفشل في بعض الأحيان، لكن في غياب احتمالية الفشل لا توجد أبداً احتماليةٌ للنجاح”.
اشترك معنا!
لتصلك بزنس Shot ساخنةً صباح كل اثنين