إليزابيث هولمز: من مليارديرة إلى الصفر!
أدانت محكمة فيدرالية إليزابيث هولمز Elizabeth Holmes مؤسسة الشركة الناشئة ثيرانوس Theranosبناءً على عدة تهم منها التزوير والاحتيال على المستثمرين بمبالغ تزيد عن 145 مليون دولار! وبذلك تقترب واحدة من أشهر قضايا الأعمال في الولايات المتحدة من نهايتها بعد 15 سنة من تأسيس الشركة حتى تفككها في 2018.
كيف بدأت قصة ثيرانوس؟
بدأت ثيرانوس في 2003 حيث قامت الطالبة الجامعية إليزابيث هولمز التي كانت تدرس الهندسة الكيميائية في ستانفورد بترك الدراسة وتأسيس شركة ريل تايم كيورز Real-Time Cures والتي تم تغيير اسمها لاحقاً إلى ثيرانوس ( الكلمة مؤسسة من دمج كلمتي العلاج Therapyوالتشخيص Diagnostics) . جمعت ثيرانوس منذ تاريخ تأسيس الشركة حتى قرابة 2014، تمويلاً يقدّر بمئات الملايين من الدولارات والذي جعل تقييمها يقارب 9 مليار دولار في 2014 وبالتالي جعل من إليزابيث هولمز التي تمتلك قرابة 50% من الشركة واحدة من أصغر المليارديرات في العالم. صرّحت إليزابيث أن شركتها طورت تقنية ستحدث ثورة في مجال فحوصات الدم حيث إن الطريقة التقليدية لفحص الدم كانت تؤدي إلى سحب كمية كبيرة من الدم -كلنا مررنا بتلك التجربة !- وكان الاختبار يأخذ عدة أيام في المختبر لتأكيد النتائج. ادّعت تقنية شركة ثيرانوس أنها تحتاج فقط نقطة من الدم -وخزة إصبع- لتقدم لك نتائجاً لأكثر من 30 اختباراً في عدة ساعات باستخدام جهازهم المسمى جهاز أديسون.
بداية النهاية
على الرغم من الاستثمارات الضخمة التي ضُخَّت في ثيرانوس إلّا أن الشركة لم توضح فعالية أو كيفية عمل جهاز الاختبار الخاص بهم. بدأت الشكوك تزداد من قبل المختصين والصحفيين حول فاعلية هذا الجهاز وقدرة الشركة على الإيفاء بوعودها، وتفاقم الوضع بعد نشر مقال في وول ستريت جورنال Wall Street Journal في أكتوبر 2015 والذي كشف أن ادّعاءات الشركة هي على الأغلب غير صحيحة وتم تضخيمها، كما اتّهم الشركة بتمييع عينات الدم حتى يمكن فحصها على أجهزة فحص تقليدية لشركات أخرى! بدأت الاتّهامات تزداد أمام شركة ثيرانوس في السنوات التي تبعت التحقيق انتهاءً بمارس 2018 حيث قامت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية SEC برفع دعوى على الشركة بتهمة الاحتيال وأُغلقت الشركة في سبتمبر من نفس العام. يذكر أن مجلة فوربس Forbes خفّضت تقييم ثروة إليزابيث من 4.5 مليار دولار إلى الصفر!
ماذا يعني لي هذا؟
- الاستثمار الواعي: ويعني أنه يجب على المستثمر دراسة الفكرة بشكل دقيق والابتعاد عن الأهداف غير الواقعية في الاستثمار من حيث النتائج، وتذكّر: إذا كان العرض جيداً لدرجة لا يمكن تصديقها، فهو على الأرجح غير صحيح!
- البعد عن التهافت الإعلامي: عادة ما تتهافت وسائل الإعلام لتغطية كل ما يُحدِث ضجّة وتقوم بتضخيم الإنجازات، ولكن يجب على المستثمر الناجح الدراسة الواعية قبل اتخاذ أي قرار.
- وضح أهداف عملك: من المهم إظهار المرحلة التي يمر بها عملك التجاري وشرح ذلك بشكل واضح للمستثمرين دون محاولة تغيير الحقائق أو “تزيينها” لإرضائهم. إن شرح حالة المنتج الحالية بشكل واضح سواء كان في مرحلة البحث والتجربة أو في مرحلة الإنتاج سيمنح المستثمرين ثقة أعلى في منتجك.
اشترك معنا!
لتصلك بزنس Shot ساخنةً صباح كل اثنين