فريقٌ للبيع!

أعلن الملياردير الروسي رومان إبراموفيتش Roman Abramovich مؤخراً عرضه نادي تشيلسي الذي امتلكه لـ 19 عاماً للبيع، وهي خطوة كانت متوقعة مع تزايد الضغوطات الغربية على رجال الأعمال الروس المقربين من الرئيس الروسي فليدامير بوتين والتهديد بعقوبات مباشرة تطال أملاكهم.

اشترى إبراموفيتش النادي عام 2003 مقابل 140 مليون جنيه إسترليني، وأنفق بعد ذلك بسخاء كبير على النادي حتى وصل مجموع الديون المستحقة له على النادي إلى حوالي 1.5 مليار جنيه إسترليني. اهتمام إبراموفيتش الكبير بالنادي حقق نقلة كبيرة في النادي، حيث فاز بعدد كبير من البطولات، أهمها دوري أبطال أوروبا (مرتين) بالإضافة إلى فوزه بالدوري الممتاز والدوري الإنجليزي عدة مرات. وبالطبع، انعكس هذا التألق على مبيعات منتجات النادي، والقيمة  السوقية له التي تضاعفت عدة مرات خلال العشرين عاماً الماضية، يُذكر أن إبراموفيتش رفض عرض شراء بـ 2.5 مليار جنيه إسترليني.

لماذا يشتري رجال الأعمال فرق كرة قدم؟

الإجابة البديهية ستكون للاستثمار، ولكن الواقع أن معظم صفقات الشراء هي صفقات خاسرة لرجال الأعمال. ومعظم النوادي لا تحقق أرباحاً تشغيلية كما يوضح تقرير ديلويت Deloitte السنوي للأداء المالي لكرة القدم. يقول المستشار المالي جون ماثيو في مقال له: إن أسرع طريق للتحول من ملياردير إلى مليونير هي شراء فريق رياضي!

إذن لماذا يصطف المليارديرات بحماس لشراء الفرق؟ جزء كبير من الدافع يكون متعلقاً بشغف كرة القدم، وحب للتميز، وإرضاء للغرور الذاتي. ولكن بالطبع فهناك أسباب أعمق تتعلق بالمصالح والأعمال. فشراء فريق كرة القدم يسمح لرجل الأعمال بالدخول إلى المجتمعات الأجنبية من أوسع أبوابها، ويتيح له بناء علاقات على أعلى مستويات مع المسؤوليين الحكومين والمشاهير ورجال الأعمال الآخرين والمؤثرين. وفي حال نجاح النادي، فإنه يخلق لصاحبه ما يشبه الحصانة الشعبية. كذلك، فإنه يسهل تسويق علامات الشركات التي يملكها صاحب النادي.
ذلك لا يعني بالطبع أن جميع الاستثمارات خاسرة. فهناك نوادٍ تحقق أرباحاً جيدة من بيع المنتجات واللاعبين والرعايات، وتوزع أرباحاً سنوية معقولة. والمقصود أن مستوى المخاطرة عال جداً، والعائد المادي المباشر قد لا يبرر الاستثمار بالنظر إلى الفرص الأخرى المتوفرة.

هل الاستثمار في الفرق حكر على المليارديرات؟

قد لا تملك رأس المال الكافي للاستحواذ على نادي رياضي بأكمله، إلا أن أسواق الأسهم تتيح لك فرصة لتملك حصة صغيرة من بعض الأندية الرياضية عن طريق شراء أسهمها المدرجة في البورصات العالمية، مثل: نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، ونادي يوفينتس الإيطالي، ودورتمونت الألماني، وغيرهم، ولكن من المهم معرفة أن حبك للفريق ليساً سبباً كافياً لشراء سهمه، ويجب عليك دراسة جدوى الاستثمار فيه كأي عمل تجاري آخر!

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اشترك معنا!

لتصلك بزنس Shot ☕ ساخنةً صباح كل اثنين