المستثمرون الهواة يعلنون الحرب على وول ستريت!
شهدت أسهم شركة ألعاب الفيديو والإلكترونيات جيم ستوب GameStop ارتفاعاً هائلاً خلال الأسبوعين الماضيين، إذ ارتفعت قيمتها قرابة 2500% (من 19 إلى 483 دولاراً للسهم الواحد). وقد انضمت إليها شركة الترفيه إيه إم سي AMC التي قفز سعرها 850% في نفس الفترة قبل أن يهبط مجدداً بالإضافة إلى عددٍ من الشركات الأخرى.
المثير للدهشة أنَّ ما يجمع بين هذه الشركات هو عدم تقديمها لأداءٍ جيد خلال السنوات الماضية!!.. فما هي القصة؟!
معركةٌ بين المستثمرين الهواة والمستثمرين المؤسساتيين
عانت شركة جيم ستوب من عدَّة ضغوطاتٍ خلال جائحة كورونا ومن المنافسة القوية لقطاعاتٍ جديدة في الألعاب الإلكترونية، مما انعكس على أسهمها في نهاية 2020.
الرهان على خسارة الغير!
راهنت جهاتٌ استثماريةٌ مشهورة مثل ميلفن كابيتال Melvin Capital وسيترون ريسرتش Citron Research وغيرها على هبوطٍ حادٍ لأسعار أسهم جيم ستوب بهدف الربح من انهيار الشركة المتوقع، وذلك من خلال فتح عملياتٍ ضخمة تُسمى البيع المكشوف Short Sell (وهو استثمارٌ يتم عن طريق اقتراضِ سهمٍ وبيعه مباشرة أملاً في هبوط سعره وإعادة شرائه بسعرٍ أرخص وكسب فرق السعر).
إلا أن تلك الشركات لم تتوقع ما سيحدث…
ردة فعل الهواة على “الهوامير”
قام العديد من المستثمرين الهواة بالتواصل عبر منتدياتٍ ومواقعَ أشهرُها صفحة وول ستريت بِتس r/wallstreetbets على الموقع المشهور ريدِت Reddit وبدأوا بشراء هذه الأسهم بأعدادٍ ضخمة في محاولةٍ لعكس السعر وإلحاقِ خسائرَ كبيرةٍ بالمراهنين على خسارة جيم ستوب!
سبَّب هذا الارتفاع حالةً من الهلع عند المستثمرين المؤسساتيين Institutional Investors دفعتهم إلى إغلاق بعض عمليات البيع المكشوف عن طريق شراء الأسهم مرةً أخرى، مما أدى إلى ارتفاعها بشكلٍ أكبر في حالة تسمى الضغط القصير Short Squeeze (حين يسعى البائع إلى شراء السهم مجدداً لإغلاق خسارته متسبباً في ازدياد الطلب على السهم وارتفاع سعره مما يعني ارتفاع الخسائر).
الكثرة تغلب الـ”جشع”
أدَّت هذه الخسائر إلى استسلام شركتي سيترون وميلفن كابيتال للأمر الواقع وإغلاق أغلب عمليات البيع المكشوف لديهما بخسائر وصل بعضها إلى 100% وقُدِّرت في مجمل السوق ببضعة مليارات دولار في انتصارٍ ساحق للمستثمرين الهواة!
لـ إيلون ماسك “في كل عرس قُرص”
من الطريف ذكره أنَّ الملياردير إيلون ماسك شارك -كالعادة- في رفع سعر سهم جيم ستوب عن طريق تغريداته التي شجَّع فيها المستثمرين الهواة على هذه الحملة. ليس هذا مستغرباً إذ عانى ماسك سابقاً من مؤسسات البيع المكشوف التي ضغطت على سهم شركة تِسلا Tesla كثيراً!
جدولٌ زمني لأهم الأحداث
الصورة الكلية
شهدت السنواتُ الأخيرة ازدياداً ملحوظاً في عدد صغار المستثمرين (أو المستثمرين الأفراد) Retail Investors مقارنةً بالماضي حين كانت المؤسسات الاستثمارية Institutional Investors تهيمن على أسواق الأسهم. وزاد الأمر خلال 2020 التي شهدت ارتفاعاتٍ كبيرةً لأسهمٍ مشهورة مثل سهم تسلا، وزيادةَ شهية الأفراد للاستثمار بسبب تذبذب الأسواق المالية، بالإضافة إلى سهولة دخول عالم الاستثمار وانخفاض تكلفته (يتيح تطبيق Robinhood مثلاً للمستخدم دخول سوق الأسهم بدون حدٍ أدنى وقد شهد ارتفاعاً في استخدامه بشكلٍ قياسي منذ بداية قصة جيم ستوب).
ربما لا تزال المؤسسات الاستثمارية تمتلك اليد العليا في السوق لكن لم يعد ممكناً الاستهانة بالمستثمرين الأفراد، بدليل ما حصل في قصة اليوم.
تدور الكثير من النقاشات حول أخلاقيات البيع على المكشوف Short Selling في أسواق الأسهم. وفي حين يرى البعض أن البيع على المكشوف يساعد على (1) زيادة سيولة التداول و(2) إدارة المخاطر الاستثمارية بالإضافة الى (3) تسريع تصحيح بعض الأسهم التي يزداد سعرها إلى مستوياتٍ “غير منطقية”، فإنَّ مراهنة المستثمرين على هبوط سعر الأسهم قد يدفع بعض الجهات إلى إثارة المشاكل ونشر الشائعات حول شركاتٍ معينة في محاولةٍ لدعم هبوط أسعار أسهمها كما حصل عدة مرات مع شركة تسلا.
ماذا يعني هذا لي؟
على الرغم مما حصل مع شركة جيم ستوب والصعود الهائل لأسهمها، انتبه من الدخول في مثل هذه التوجهات وشراء الأسهم دون إحاطةٍ بتحركات السوق، فهذه الزيادة الضخمة قد تتوقف وتنعكس في أي لحظة مؤديةً إلى خسائر ضخمة!
البيع على المكشوف هو استثمارٌ خطرٌ نسبياً، فالرهان على خسارة السهم محدودٌ بسعره لكنَّ صعودَ السهم غير محدودٍ أبداً، ما يعني أنّ هذا الرهان تَحرُّكٌ عكس أسواق الأسهم التي تزداد بشكلٍ عام عبر الزمن.
اشترك معنا!
لتصلك بزنس Shot ساخنةً صباح كل اثنين