قبل أن تستثمر…

%15 من المستثمرين الأفراد في الولايات المتحدة بدأوا استثماراتهم في 2020! 

هذا ما أظهره استطلاع لشركة تشارلز شواب Charles Schwab الاستثمارية العالمية.  

لماذا؟ لأن بيئة عدم اليقين التي خلقتها جائحة كورونا واضطرار كثيرين لترك وظائفهم مؤقتاً أو العمل من المنزل أعطاهم الوقت الكافي والمرونة لاستكشاف مصادر دخل جديدة. 

إضافةً إلى ذلك، دفع الصعود غير المسبوق للأسواق المالية أثناء مرحلة التعافي من الجائحة العديدين إلى الاستثمار أملاً في تحقيق عوائد كبيرة، إلا أنَّ الإقدام على ذلك دون بناء عقلية استثمارية متزنة وواضحة قد يؤدي إلى تكبد الخسائر حتى في أفضل الأسواق حالاً!  

فما هي بعض النصائح التي يجب الاهتمام بها قبل الدخول في أي استثمار؟  

 

1- ضع خطةً استثماريةً واضحة 

“بوصلتك واضحة؟” 

قبل أن تبدأ بالاستثمار ينبغي أن يكون هدفُك من ذلك واضحاً. هل هدفك هو جني دخلٍ ثابت بعد التقاعد، أم أنك تحاول الوصول إلى الحرية المالية في مرحلةٍ أبكر؟ هل هاجسك هو شراء بيت أحلامك، أم شراء سيارة الفِراري التي تحلم بها؟! 

عالم الاستثمار عالمٌ مليءٌ بالضجيج.. لذا فهدفك من الاستثمار هو البوصلةُ التي ستوجه قراراتك وتساعدك في وضع خطةٍ واضحة للوصول إليه وعدم الانجرار وراء الصيحات و “الترندات” الاستثمارية! 

نفَسك طويل؟ وسط؟ قصير؟  

المدة الزمنية جزءٌ أساسي من خطتك الاستثمارية وتعتمد على الهدف الذي وضعته. بشكلٍ عام يمكن أن تكون الاستثمارات طويلة المدى (> 15 سنة)، متوسطة المدى (5-10 سنوات)، أو قصيرة المدى (< 5 سنوات). المهم الانتباه إلى أنه كلما زاد وقت الاستثمار ستكون معرضاً بشكلٍ أكبر لتقلبات السوق.   

ينبغي التنبيه إلى أنَّ المضاربة هي طريقةُ تداول ولا تدخل تحت الاستثمار قصير المدى، إذ تعتمد على جني الربح السريع من فارق سعر البيع والشراء دون أخذ قيمة الأصل بعين الاعتبار. 

 

2- الديون أولاً

سدد ديونك قبل الشروع في الاستثمار، أو استثمر بمبلغٍ أقل واستخدم الباقي في سداد ديونك حتى انتهائها. 

 

3- احسب حساب اليوم الأسود 

احرص على أن تكون لديك سيولةٌ نقدية كافية لتقلبات الأيام، وذلك بإنشاء حسابٍ توفيري أو محفظةٍ احتياطية Emergency Fund تحتوي على رواتب/دخل 3 إلى 6 أشهر للحالات الطارئة. 

 

4- تصالح مع المخاطرة 

ليست المخاطرة عنصر خطرٍ بحد ذاتها، بل هي سلاحٌ ذو حدين. ستساعدك دراسة مستويات المخاطرة التي تناسبك بشكلٍ واضح على توزيع استثماراتك بصورةٍ منظمة تحدُّ من تعرضك لتقلبات السوق إلى حدٍّ كبير وقد تكون سبباً رئيسيا في نجاحك في الاستثمار حتى لو لم تمتلك خبرةً طويلة. مستويات المخاطرة المطلوبة تتغير بناءً على عدة محددات منها: 

  • العمر: كلما كبرت في العمر وزادت مسؤولياتك ستميل في الأغلب إلى أخذ مخاطرةٍ أقل 

  • الدخل: كلما زاد دخلك قلت حاجتك إلى المخاطرة لتحقيق عوائد مُرضية 

  • أهدافك: كلما كانت أهدافك منطقيةً وموزعة على فتراتٍ أطول، كلما قلت الحاجة لأخذ مخاطرةٍ عالية. 

إن دراستك لنسب المخاطرة في استثماراتك ستتيح لك توزيع أموالك بحيث تحقق أفضل عائد وأقل مخاطرة ممكنة، إذ تختلف الاستثمارات في نسب خطورتها من استثماراتٍ آمنة (ذهب، سندات وصكوك) إلى استثماراتٍ أعلى خطورة (أسهم، عملات رقمية). 

 

5- الاستمرارية في الاستثمار 

لا ينبغي النظر إلى الاستثمار على أنه خطوة ينجزها المرء في مرحلةٍ من حياته وينتهي منها. إن الاستمرار في استثمار جزء من دخلك ضمن خطة مدروسة هو الطريق الأمثل لتحقيق أهدافك المستقبلية وتأمين دخلٍ مستمر حتى بعد تقاعدك و “قليلٌ دائم خيرٌ من كثيرٍ منقطع”. 

 

لكن السؤال الأهم: كم من المال أقتطع للاستثمار؟  

ليس هناك جوابٌ مباشر، إذ يعتمد الأمر على مستوى مخاطرتك وأهدافك، لكن توجد قاعدةٌ عامة ينصح بها المستشارون الماليون: وهي أن تستثمر 15% من دخلك السنوي. وقد تختلف النسبة بناءً على محدداتٍ أخرى لكن يبقى العامل الأهم هو أن لا تخاطر بكل رأسمالك وأن تستثمر بنسبةٍ يمكنك تحمل خسارتها. 

 

الصورة الكلية

مهما حاولت أن تستعد قبل دخولك عالم الاستثمار، ستواجهك بعض المصاعب ولن تستطيع أحياناً تطبيق خطتك الاستثمارية بحذافيرها.. المهم هو أن تقوم بتطوير الخطة وتعديلها بحسب تغيراتِ ظروفك الشخصية وتغيراتِ السوق والدروسَ التي تتعلمها من أخطائك. 

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اشترك معنا!

لتصلك بزنس Shot ☕ ساخنةً صباح كل اثنين