كيف تُسوِّق لنفسك دون “هياط”؟
“خلي شغلك يتكلم عنّك”
“مادح نفسه كدّاب”
خلود موظفةٌ كادحة ومتفانية.. لديها إحساسٌ عالٍ جداً بالمسؤولية وحبٌّ للإتقان.. وهي -في الوقت ذاته- متواضعة.
تعمل بصمت.
لا يهمها المديح.
لا تحب التعريف عن نفسها وإنجازاتها.
التواضع صفةٌ جميلةٌ جداً بل هي جوهر إنسانيتنا وشعورنا بالآخرين، لكنْ هناك خطٌّ رفيع يفصل بين التواضع وبين الخجل أو ظلم النفس. هذا اللَبس يظهر ضررُه بشدة في بيئة العمل التي تتصف بالتنافسية والتي تتسارع وتيرة التغيير فيها لدرجةٍ يصعب معها الاعتماد على عمق المعرفة بك كموظفٍ متفانٍ.
الفرص والترقيات وتوسيع شبكة العلاقات في زماننا المتسارع تحتاج إلى تسويقٍ يُعرِّف الآخرين بك وبجهودك.
كيف إذن تُسوِّق لنفسك دون أن تبدو “مهايطاً”؟
-
التوقيت.. التوقيت.. التوقيت!
نفس العبارة.. تسمعها من شخص وتشعر بأنه مغرورٌ ونرجسي، وتسمعها من غيره في وقتٍ آخر مناسب فتشعر أنه واثقٌ من قدراته وذو كفاءةٍ عالية. التوقيت هنا لا يعني الوقت، بل يعني مناسبةَ الموقف واستعدادية الطرف الآخر لتقبّل حديثك عن نفسك. الموضوع بالطبع يتطلب بديهة وحنكة من طرفك ولكنْ فيما يلي بعض الخطوط العريضة لكيفية الاستفادة من المواقف المناسبة:
-
تحدَّث عندما تُسأل
تلقيك لسؤالٍ من طرفٍ آخر – وخاصةً مديرك – بخصوص نقاط قوتك أو إنجازاتك أو حول سير المشروع يعني أنَّ الطريق أمامك ممهدة، وأنَّ حديثَك عن نفسك هو في إطار الإجابة عن استفسار وليس بمبادرةٍ منك لاستعراض عضلاتك. إذا سُئلتَ فلا تخجل من التحدث عن نفسك باتزان ولا تخسر هذه الفرصة، وكن مستعداً مسبقاً لهذه الفرص حينما تُظهِر نفسَها أمامك. فلا تُجِب بشكلٍ مقتضب مثلاً “المشروع شغال تمام” بل استحضر إجابتك التي جهزتها، كأنْ تقول أنَّ العميل بعثَ بريدَ شكر.
-
هيا بنا نتحدث جميعاً عن أنفسنا!
تحدَّثْ خلال وقتٍ يتحدث فيه الآخرون أيضاً عن أنفسهم. جزءٌ من خطر الحديث عن النفس هو أنْ يتلقاه الآخرون على أنه محاولة لإظهار “تميزنا” عنهم. لذا إذا كنا في حوار يشارك فيه الجميع نقاط قوتهم أو إنجازاتهم بعفوية ودون تحويل الجلسة إلى حلبة تفاخر فهذه مساحة آمنة لنا لنتحدث عن أنفسنا دون الظهور كمغرورين. لا تفوت هكذا فرصة بصمتك!
-
اسرُد/ي “قصة” منجزاتك بدلا من سرد “قائمة” منجزاتك
أسوأ طريقة يمكنك أن تتحدَّث بها وجهاً لوجه عن إنجازاتك في العمل هي أنْ تَسرُدها واحدةً تِلو الأخرى كأنها قائمة، ما سيجعلك تبدو مبتذلاً. تغليفُ منجزاتك في قصةٍ قصيرة تُظهر التحديات التي واجهْتها وكيف تجاوزتها وتدعيمُها بالحقائق هي طريقةٌ ذكية لتقديم نفسك بالتوازن المطلوب.
لذا أثناء عملك على مشروعٍ أو مهمةٍ ما، لا تنس أن تكون مستعداً لرواية قصة جهدك في هذا المشروع بطريقةٍ موجزة (لأحاديث المصعد مثلاً) وأخرى مستفيضة (المقابلات والتقييم السنوي) تحسُّباً لتلك الفرص التي ستُفتح أمامك.
-
أظهر/ي دعم فريق عملك فلست سوبرمان أو وندرومان
قد نحب سوبرمان ووندرومان في صالات السينما، لكننا نكرههم في مكاتب العمل. نعم، من المهم أن تحب نفسك وأن لا تظلمها، ولكن عدم ظلم نفسك لا يعني ظلم منجرات الآخرين. على العكس تماماً، رفعك من شأن فريقك (إضافةً إلى أنه يزيل عباءة سوبرمان المتعالية عن كتفيك) سيُظهر بطريقةٍ غير مباشرة مهاراتك الأخرى في العمل الجماعي، وفي فن التواصل، وحل الخلافات وغيرها.
في النهاية… الأهم من كل ما سبق هو أن تكون صادقاً في مدحك ونقدك لذاتك على حد سواء. وأن يكون هدفك بصدق هو التعريف بنقاط قوتك كي تنمو وتكسب فرصاً للتطور وليس للسعي وراء المديح..
بإمكانك التسويق لذاتك والحفاظ على تواضعك.
مقالات ذات صلة
اشترك معنا!
لتصلك بزنس Shot ساخنةً صباح كل اثنين