قبل أن تزيد الرواتب!

قررتُ هذه المرة أن أرفع رواتب الموظفين لدي، قررت أن أكون مديراً طيباً وكريماً يُسعد الجميع، ورفعتها لكل الموظفين بقيمة ### ريال!
لكنني تفاجأت فيما بعد بغضب البعض واستيائهم.. مدَّعين أن هذه القسمة للزيادات ليست عادلة.
كما تفاجأت بأنَّ بعض الموظفين لدي ازداد إهمالهم للعمل!

فما الخطأ الذي ارتكبته؟

عندما تقرر الإدارة رفع رواتب للموظفين، لا يكون هذا الأمر اعتباطياً.. بل مبنياً على أسسٍ كثيرة، وتؤخذ نقاطٌ عدَّة بعين الاعتبار..
إذا كنت مدير شركةٍ صغيرة أو ناشئة، قد تمتلك المرونة الكافية لاتخاذ وتنفيذ قرارات كهذه دون دراسة مطولة أو مرور بقوانين وأنظمة معقدة، لكن لكي يكون القرار عادلاً ويجنبك الوقوع في المشكلات واستياء الموظفين أو ازدياد اهمالهم، عليك أن تنظر للأمور التالية:

“أداءهم كيف؟”

من غير المنطقي أن ترتفع رواتب الموظفين أجمعهم بالنسبة ذاتها رغم تفاوت مستويات أدائهم.
المساواة هنا لا تساوي العدل،

فرغم أنك أعطيت زيادات متساوية إلا أنك لم تكن عادلاً في حساب النسبة بين الأداء والزيادة.. بين الجهد المبذول والزيادة المستحقة.. مما سيترك شعوراً بالظلم والإحباط لدى موظفيك المجتهدين.

كما أنه من غير المنطقي رفع راتب موظف مهمل كتشجيع له على الاستمرار في الإهمال..

“أنت قادر؟”

هل لديك السيولة الكافية لتغطية رفع رواتب الموظفين؟ هل يتناسب رفع الرواتب مع زيادة العوائد؟

تذكَّر بأن هذا الأمر سينقذك وينقذهم من فخ الاضطرار للعودة بعد فترة من الزمن إلى تخفيض الرواتب مجدداً أو التأثر من تبعات ذلك على إنتاج الشركة أو حجمها وتطورها.

“راتبه زمان يكفي تكاليف اليوم؟”

من الأمور الهامة جداً عند زيادة الراتب النظر إلى القوة الشرائية للراتب الحالي، هل ما زالت ذاتها؟ هل يستطيع الموظف براتبه اليوم أن يشتري ما كان يستطيع شرائه منذ عام؟ مراعاة هذه النسبة والاختلاف والتكاليف التي ازدادت بالنسبة للموظف أمرٌ جوهري في تحديد زيادة الراتب بشكل متوازٍ معها.

“الموظف بيتطور؟”

هل حصل الموظف على شهادةٍ حديثة ستخدم عمله في الشركة؟ أو امتلك مهارةً جديدة ستفيده في أداء مهامه؟
إذا كان قد حصل بالفعل على شهادة أو خبرة أو مهارة تجعل أداءه أفضل من ناحية الكم أو النوع، فالوقت قد حان لتنظر في موضوع زيادة راتبه..

تبدو زيادة الرواتب في الظاهر قراراً إيجابياً بشكلٍ مطلق، لكن الحقيقة أنها معادلة حساسة تتضمن العديد من المتغيرات. بقدر حاجة موظفيك إلى الإحساس بتقدير الشركة لهم ورغبتها في الاستثمار في راحتهم، فإن الأهم من ذلك هو إحساسهم بالأمان تجاه وضع الشركة المادي وقدرتها على الوفاء بوعودها والالتزام بمواعيد صرف المستحقات، مما يتطلب إدارةً حذرة وواعية للسيولة.