ركود اقتصادي بنسبة 100%!

أظهر توقعٌ إحصائي من بلومبرج ارتفاع احتمالية حدوث ركودٍ اقتصادي في الولايات المتحدة من 65% إلى 100% خلال السنة المقبلة. يضاف إلى ذلك أن بلومبرج أصدرت استطلاعاً بيانياً يقيس توقع 42 خبيرا، والذي أظهر توقعاً بنسبة 60% لحدوث ركود اقتصادي خلال السنة المقبلة.

كيف يحدث الركود؟

يختلف الاقتصاديون في تحديدهم للركود الاقتصادي. عادةً ما يعرف الركود بأنه فترة من الهبوط الملحوظ في النمو الاقتصادي. عادة ما يقاس النمو الاقتصادي لدولة ما عن طريق الناتج المحلي لها GDP. ويضيف بعض المحللين أيضاً نسب البطالة والدخل وغيرها؛ لقياس أداء الاقتصاد. لذلك فإن حدوث أي هبوطٍ ملحوظٍ فيما سبق قد ينذر بركودٍ مرتقب.

قد يكون التضخم (زيادة الأسعار) سبباً معروفاً للركود الاقتصادي. إن زيادة التضخم لها أثرٌ سلبي على الاقتصاد بشكل عام، وعند حدوثه فإن البنوك المركزية عادةً ما ترفع نسب الفائدة لتقليل الإنفاق وخفض التضخم إلى النسب المطلوبة مما يؤدي إلى انكماش الاقتصاد وحدوث ركود. عند وصول التضخم للنسب المطلوبة، عادة ما تخفض البنوك المركزية أسعار الفائدة ويمر الاقتصاد بمرحلة تعافٍ وهذا جزءٌ من دورة الأعمال التجارية Business Cycle في الاقتصاد. يختلف هدف التضخم لكل دولة، ففي حالة الولايات المتحدة تستهدف نسبة التضخم حوالي 2% ولذلك فإن النسبة الحالية التي تقدر بـ 8.20% أدت بالفدرالي الأمريكي إلى رفع نسب الفائدة بقوة لخفض التضخم.

على الرغم من أثر التضخم على الركود الاقتصادي، إلا أنه ليس المؤثر الوحيد، فثمة أسباب أخرى لحدوث الأزمات، مثل: الصدمات الاقتصادية (فيروس كورونا)، والفقاعات (فقاعة العقارات الأمريكية 2008)، وغيرها، كالحروب ومشكلات سلاسل التوريد.

أزمة أمريكية أم عالمية؟

يظن البعض أن الركود في الولايات المتحدة لا يؤثر على من هم خارجها، ولكن الموضوع عكس ذلك، حيث إن الاقتصاد العالمي وصل إلى مرحلة خلال العقود الماضية جعلته متشابكاً، وأي تغير في دولة ما قد يكون له أثرٌ كبير على الدول المجاورة أو الاقتصاد العالمي. يضاف لذلك أن للولايات المتحدة أثراً أكبر من غيرها حيث إنها وحدها تمثل قرابة 24% من الناتج المحلي العالمي!

ماذا يعني لي هذا؟

عادةً ما يكون الركود الاقتصادي مؤقتاً وتتعافى الاقتصادات منه، ولكن هذا لا يعني التهاون في آثاره، ولذلك يجب تحضير نفسك لمثل هذه الأوقات حيثما كنت، عن طريق بعض الخطوات المهمة:

  • راجع نفقاتك: ينصح بمعرفة طبيعة نفقاتك مقارنة بدخلك ومحاولة إيجاد طرق لخفض الإنفاق غير المهم لك. إذا كان إنفاقك يتجاوز دخلك فهذه إشارة سلبية، ويمكن حلها عن طريق خفض إنفاقك أو محاولة إيجاد طرق لزيادة دخلك.
  • بناء صندوق طوارئ: إن صندوق الطوارئ من الاستراتيجيات المهمة لتفادي العثرات الاقتصادية مثل البطالة المؤقتة وغيرها، ويمكنك بناؤه عن طريق وضع مبلغٍ لا تقوم باستخدامه إلا عند الطوارئ (فقدانك لعملك أو عارض صحي مثلاً). ينصح بعض الخبراء أن يحتوي صندوق الطوارئ ما يمثل راتبك لمدة تترواح بين 3-6 أشهر، ويمكنك بناء هذا الصندوق بشكل تدريجي عن طريق تحويل مبلغ معين بشكل شهري إلى حساب مستقل حتى وصولك لهدفك.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اشترك معنا!

لتصلك بزنس Shot ☕ ساخنةً صباح كل اثنين