للأسف.. المحتوى ليس بتلك الأهمية!
في ستينيات القرن الماضي، درس ألبرت ميهربيان العوامل التي تؤثر في انتباه الجمهور، فيما بات يعرف بدراسة “ميثربيان The Mehrabian Study”. كانت نتائج الدراسة صادمة؛ حيث وجدت أنّ ما يحكم أثر العرض التقديمي أو الخطاب مجموعة من العوامل، هي:
- 55% عوامل غير لفظية، مثل: الثقة، والمظهر، ووضعية الوقوف.
- 38% الصوت من درجة، ونبرة، وطريقة إلقاء.
- 7% محتوى العرض!
نعم.. الجزء الذي قد نمضي أياماً -وأحياناً أشهرا- لتحضيره يؤثر بنسبة 7% فقط!
بالطبع، هذا لا يعني أنْ لا تعير المحتوى الاهتمام المطلوب، فهو نواة عرضك التقديمي. ولكنْ لتتأكد من تحقيقك للأثر المطلوب، يجب أنْ تعطي العوامل الأخرى القدر نفسه من الاهتمام. فيما يأتي بعض النصائح لمساعدتك على ذلك.
- انتبه لدرجة الصوت
لا تعتمد على مكبرات الصوت! إذا أردت أنْ يُنظر إليك على أنّك شخص واثق مما يقول؛ تكلّم بقوة وبدرجة صوت واضحة.
- ارفع صوتك واخفضه عند اللزوم
حتى لا تخسر مستمعيك، لا تتكلم بنبرة واحدة طول مدة العرض، يجب أنْ تتغير درجة علو صوتك حسب المحتوى الذي تعرضه
- أظهر بعض العواطف
ارتبط مع المحتوى الذي تلقيه. إنّ تغيير درجة ونبرة صوتك حسب نوع المعلومات التي تلقيها؛ ستُشعر المتلقي باهتمامك بها؛ وبالتالي ستزيد ثقته بك وبالمحتوى. مثال على ذلك: يجب أنْ تختلف نبرة صوتك أمام مجلس الإدارة خلال اجتماع الشركة السنويّ عن نبرة صوتك أثناء إلقاء كلمة في حفل التكريم السنوي.
- تريث!
غالبا ما يلجأ غير المتمرسين على الإلقاء إلى الاستعجال في أثناء الكلام. وبحسب علماء النفس تعتبر هذه حالة سيكولوجية طبيعية. تخيل أنك واجهت أسدا طليقا في إحدى الغابات، ماذا تتوقع أنْ يحدث في جسدك؟ سيزداد إفراز الأدرينالين، ويدخل جسمك في حالة “القتال أو الهرب” Fight or Flight، وهذا بالضبط ما يحدث في أثناء إلقائك أمام الجمهور!
مع الممارسة، ستتعلم كيف تتحكم بوتيرة كلامك. ولكن حتى ذلك الحين، تمسك بهذه القاعدة: حاول دائما أنْ تتريث في الحديث.
- لا تخشَ الصمت!
راقب نفسك في حياتك اليومية.. ما هي أول كلمة تتفوه بها عند سؤالك عن أمر لا تعرفه أو يحتاج لبعض التفكير؟ إذا كانت عبارة مثل: ممممم و آآآه – ومعظمنا كذلك – فمن الأفضل أنْ تتدرب على التخلص من هذه العادة!
يخاف معظمنا من لحظات الصمت على المسرح. عند مواجهتك لسؤال يحتاج لبعض التفكير.. تريث.. فكر.. ثم أجب.
فن الإلقاء هو مهارة كغيرها من المهارات، تنمو مع الممارسة. حاول أن تسجل صوتك، وأن تلقي الخطاب في ظروف مختلفة، وكن منتبهاً لأسلوب حديثك ولدرجة صوتك.
وتذكر أنه في عالم الأعمال والسياسة، ليس المهم ما تقوله، بقدر الطريقة التي تقوله بها.
مقالات ذات صلة
اشترك معنا!
لتصلك بزنس Shot ساخنةً صباح كل اثنين