مديري الــ”صعب”!

قبل كل شيء حدد نوعية مديرك: مدير صعب ، مدير حازم ، أم مدير متنمر؟ 

المدير المتنمر: الفرق كبير.. ونصيحتنا الأولى والأخيرة لأيِّ موظفٍ كَتبت عليه الظروف أن يعمل لدى مديرٍ “سامٍّ” و”متنمر” أن يبحث عن فرصة عملٍ أخرى. فتحمُّل التنمر والسُمّية بشكل يومي –– خاصة إذا كان هناك مجالٌ لوظيفةٍ أخرى –– ليس بطولة، والتراكمات النفسية الناتجة عن تحملك للأذى النفسي بشكلٍ يومي خطرٌ على شخصيتك وصحتك وعائلتك.

المدير الحازم: قد يكون المدير الحازم من النوع الذي يقول لك الحقيقة دون مجاملة (وأحياناً بدون لباقة) ولكنه لا يتنمر عليك ولا يستهدفك انت بالنقد دون سواك. المدير الحازم يضع أهدافاً واضحةً وعالية (قد تكون متعبة ولكنها ممكنة) لكامل الفريق ويتوقع منهم العمل بمثابرةٍ وقوة، ولن يقبل أيّة أعذار أو تقصير، لكنه يعمل مع فريقه ويتحمل كافة نجاحات وإخفاقات الفريق. وبينما قد لا يُفضّل الكثيرون العمل تحت إمرته، يجد البعض أنه معلّمٌ ممتاز ويصقل خبرة ومهارات الموظف في العمل تحت الضغط وتحقيق النتائج.

المدير الصعب: إذَن ما الذي نقصده بالمدير الصعب؟ المدير الصعب قد يكون حادَّ الطباع، عاليَ الصوت، متقلب المزاج، كثير الانتقاد، لا يجيد فن التواصل بوضوح (أي التحدث بوضوحٍ ولباقة، والاستماع الجيد لآراء الآخرين). ولكنه في النهاية لا يريد أذيتك ويتمنى لك الخير رغم إخفاقاته الأخرى في التعامل الشخصي. أحياناً أخرى قد لا يكون المدير الصعب مؤذياً بالضرورة أو سيئاً في التعامل، ولكن يصعب العمل معه لأنه غالباً غير متواجد، غير منظم، أو غير واضح.

 

كيف أدير مديري الــ”صعب” بشكلٍ أفضل؟

إذا كان مديرك مثل ما ذكرنا “صعباً” لكنه غير مؤذٍ، فربما تساعدك النقاط التالية في التعامل معه بشكلٍ أكثرَ سلاسة:

1) هل أنت حقاً ضحية؟ 

مراجعة الذات أمر مهم ومفيدٌ لك على المدى الطويل. اسأل نفسك: هل ردة فعل مديرك فعلاً غيرُ مبررة؟ لأننا نخلط أحياناً بين المدير “الحازم” والمدير “الصعب”. إذا كان عدم رضاه بسبب تكرارِ أخطاءٍ تمَّ تنبيهك إليها مسبقاً أو تقصيرٍ حقيقي من طرفك فلا بدَّ لك من الخروج من دور “الضحية” ومراجعة أدائك بصدقٍ وانفتاح.

2) حدد أنماط مديرك

في أي علاقة، هناك أنماطٌ محددة تتكرر بشكلٍ دائم، وهي مختلفةٌ بحسب اختلاف الشخصيات (حادٌّ في الصباح، يكره المقاطعة، نَزِق عند الجوع…إلخ). تعرَّف على أنماط علاقتك بمديرك وحدّد تلك التي تثير غضبه أو تستفزه أو تسبب أغلب الخلافات بينكما واحرص على تفاديها والتخفيف منها. بعض المدراء مثلاً يستفزهم التأخُّر في الحضور صباحاً أكثر من أي شيء آخر، ويعميهم ذلك عن الانتباه إلى ميزاتك الأخرى (جودة أدائك أو عملك الإضافي في الإجازة الأسبوعية). قد يكون من الأفضل هنا أن تلتزم بالوقت قبل أي شيءٍ، لأنَّ أحد أنماط مديرك يجعل من الالتزام بالوقت أولويةً في علاقتكما.

3) وثِّق.. وثِّق.. وثِّق.. 

التوثيق في العمل أمرٌ لا غنى عنه مع كافة الأطراف وفي كل الأوقات، لكنه يغدو أكثر أهميةً بكثيييير إذا كنت تتعامل مع مديرٍ صعب، متقلبِ المزاج، أو غير منظم. من المهم أن تُوثّق كتابياً بالتاريخ والوقت (1) ما يريد منك و(2) متى يريده، وتطلب منه أنْ يؤكد ذلك. في حال لم تفهم شيئاً ما أو كان كلام مديرك مبهماً، راسله بالإيميل لطلب التوضيح وفصِّل له ما فهمت أنت أنه مطلوبٌ منك. بهذا تكون لديك وثيقةٌ يمكنك الرجوع إليها أثناء أدائك للمهمة، دون الشعور بالتوتر -الناجم عن عدم الوضوح- والوقوع في مشكلة. وفي حال حدوث مشكلة يُمكنك حماية نفسك عبر ما وثقته.

4) حافظ على مساحات الأمان: بعيد عن العين بعيد عن المزاجية

القرب والمواجهة المستمران من شخصٍ متقلبٍ أو مزاجي يوسعان مساحات الاحتكاك ويكسران الكثير من الحواجز الصحيِّ تواجدُها لحمايتك. هذه النصيحة يسهل قولها ويصعب تنفيذها لأننا مفطورون على أن نكون اجتماعيين ولطيفين أملاً في إصلاح بعض الأمور. عليك أن تعرف متى يجب أن  تقلل من وقت ومساحة تواجدك مع هذا المدير في العمل وخارجه.

في النهاية، من المهم جداً أن لا تصبح تصرفاتك انعكاساً وردة فعل لصعوبة مديرك. حاول فصل أدائك المهني عن تصرفاته وآرائه وحافظ على معايير أدائك لنفسك.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اشترك معنا!

لتصلك بزنس Shot ☕ ساخنةً صباح كل اثنين