نتفلكس تخسر أمام HBO

كانت النتائج الربعية الأخيرة محبِطة، فعلى الرغم من إعلان نتفلكس زيادة عدد مشتركيها الإجمالي 1.5 مليون مشترك متجاوزةً توقعاتها بإضافة مليون مشتركٍ فقط إلا أنَّ هذا كان أسوأ أداءٍ ربعي للشركة منذ 8 سنوات!

كما أنَّ النمو كان على الصعيد العالمي فقط إذ خسرت الشركة حوالي 430 ألف مشترك في الولايات المتحدة وكندا خلال الأشهر الثلاثة الماضية في الوقت الذي زاد فيه عدد مشتركي أخطر منافسيها HBO MAX (والتي لا زالت خدمتها مقصورة على أمريكا الشمالية) حوالي 2.4 مليون مشترك!

بناءً على ذلك، يبدو أنَّ خطوة نتفلكس الأخيرة بتوسيع خدماتها تهدف إلى (1) جذب الجماهير إليها و(2) إعطاء قيمةٍ مضافة لمشتركيها الحاليين و (3) تنويع مصادر دخل الشركة. لقد أصبح سوق البث الرقمي الذي تربعت عليه نتفلكس خلال العقد الماضي مزدحماً وشديد التنافسية خاصةً بعد دخول عمالقة هوليوود (HBO MAX, Disney Plus) وعمالقة التكنولوجيا (Amazon Prime, Apple TV) إليه.

 

 

استراتيجية نتفلكس للفوز!

1- تعيين الأفضل

استطاعت الشركة ضم مايك فيردو Mike Verdu إلى فريقها. وهو نائب رئيس قسم محتوى الواقع الافتراضي Virtual Reality في شركة Facebook، وكان قبلها مديراً تنفيذياً لقسم ألعاب الهواتف في شركة الألعاب الشهيرة إلكترونيك آرتس Electronic Arts.

تعتبر خطوة إضافة شخص مثل مايك مؤشراً على مدى جدية الشركة في اقتحام هذا السوق الجديد.

2- استغلال جماهيرية أعمالها

ستركز نتفلكس على ابتكار ألعابٍ مستوحاة من عوالم أعمالها، يقول جريج بيترز الرئيس التنفيذي لتطوير المنتجات لدى نتفلكس: “إن خلق هذا العوالم المدهشة وابتكار القصص الرائعة والشخصيات المدهشة هو صلب عملنا … ونعلم يقيناً أنَّ عشاق تلك القصص يريدون منا التعمق أكثر”.

 تستند استراتيجية نتفلكس هذه إلى النجاح الباهر الذي حققه هذا النوع من الألعاب مثل سلسة ألعاب باتمان الشهيرة التي طورتها  Warner Brothers.

3- الخبرات السابقة

لا تُعدُّ هذه التجربة جديدة كلياً بالنسبة لنتفلكس؛ حيث قامت الشركة بنشر وتطوير ألعابٍ مبنية على مسلسها الشهير Stranger Things طرحتها على أجهزة هواتف الأندرويد و أبل بالإضافة لأجهزة البلايستيشن 4 و Xbox One.

كما خاضت نتفلكس تجربة صناعة الأفلام التفاعلية Interactive Movies، والتي تقوم فكرتها على جعل الفيلم أشبه بلعبة! حيث تُعرض للمشاهد عدة خيارات داخل فيلم ويتم بناءً عليها تحديد سير الأحداث ومصير شخصيات العمل. من أشهر هذه الأعمال فيلم Black Mirror: Bandersnatch.

 

ماذا يعني لي هذا؟

مستثمر؟ ارتفع سهم نتفلكس بعد هذا الخبر، مما يدل على تفاؤل المستثمرين بأنَّ هذه الخطوة ستفتح مجال ربح جديد للشركة خاصةً بعد الأداء المميز لسوق الألعاب الإلكترونية في عام 2020 (يعتبر قطاع الألعاب أكثر قطاعات الترفيه نمواً وتزيد أرباحه عن قطاعي الأفلام والأغاني مجتمعين!).  إلا أنَّ هذه الخطوة قد تكون بدايةً لنمو شريحة المنافسين للمنصة وانضمام شركات الألعاب الشهيرة إليها!

مستخدم؟ قد يكون هذا خبراً سعيداً لك إذ لن ترفع الإضافة المتوقعة من تكلفة اشتراكك وقد تسهم زيادةُ المنافسة في توسيع المحتوى وزيادة جودته!  ?