“نمشي” تنضم إلى “نون”

أعلنت إعمار القابضة المالكة لموقع نمشي للتجارة الإلكترونية بيع الموقع لمنصة نون مقابل 335 مليون دولار. على الرغم من ان المبلغ قد يبدو كبيرا لكنه المبلغ بكثير من التقديرات السابقة التي كانت تتراوح بين 600 – 700 مليون دولار حسب بعض التقارير الإخبارية. جدير بالذكر أن إعمار اشترت كامل التطبيق سابقاً مقابل 280.5 مليون دولار، وقد بلغ مجموع تمويل المستثمرين حتى شراء إعمار للتطبيق 33 مليون دولار.

كيف ظهرت نمشي؟

تأسست المنصة لغرض التجارة الإلكترونية في عام 2011 في دبي. نشأ المشروع من رغبة وفكرة لدى المؤسس الشريك حسام عرب. نشأ حسام في دبي ودرس الهندسة الكهربائية في كندا وحصل على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة هارفرد، وعاد بعدها ليعمل في دبي في عدة مجالات وشركات عالمية مختلفة مثل جنرال إلكتريك قبل أن يقرر الانتقال إلى ريادة الأعمال. تعرف حسام على الشريكين المؤسسين الآخرين، وبعد مشاورات مع عدة مستثمرين استقال حسام من وظيفته وتم إطلاق نمشي بطاقم عمل لا يتجاوز 7 أشخاص شاملاً المؤسسين.

 

حل لنقطة ألم وسد لفجوة في السوق

لاحظ حسام أن السوق المحلي يفتقر إلى مواقع تسوق إلكتروني محلية وتجربة تسوق إلكتروني مميزة كالتي عايشها في أمريكا، وقرر مع فريقه أن يركزوا على الأحذية تحديداً لاعتقاده أن احتمالية الإعادة فيها أقل من الألبسة كون المقاسات فيها ثابتة.

 

الخدمة المميزة لا الأسعار

يقوم نموذج عمل نمشي على شراء المنتجات وتوفيرها في مستودع الشركة ومن ثم عرضها على الموقع. الهدف من ذلك كان تقديم خدمة شحن سريعة على عكس المواقع التي تقوم بشراء المنتج بعد طلب العميل.
في البداية، قامت نمشي بتصدير كافة عملياتها لشركات خارجية، وركز الفريق على التخفيضات والتسويق عبر المؤثرين لتحقيق الانتشار.
مع الوقت، تم التخلي عن هذه الاستراتيجية بشكل كبير والتركيز على نموذج العمل الأساسي وهو تقديم خدمة فائقة الجودة تمنح نمشي ميزة تنافسية يصعب استنساخها. لتحقيق ذلك تم إعادة كافة العمليات إلى داخل الشركة، فبات التخزين والتصوير والتسويق وخدمة العملاء يتم بالكامل داخلياً، وهو ما ضمن للشركة تحكم كامل بالجودة وفهم أدق لمكامن القوة والضعف.
من الأمثلة على فهم السوق والخدمة المميزة تقديم خدمة الدفع عند الاستلام نظراً لقلة استخدام بطاقات الائتمان، وإطلاق نمشي تطبيقها على الجوال عام 2014 في خطوة استشرافية ناجحة، حيث أصبحت 80% من عمليات البيع عام 2020تتم عن طريقه.

النمو والتوسع

حققت نمشي نمواً سريعاً وصولاً إلى الربحية في عام 2016 وهو ما يعد وقتاً قصيراً نسبياً في عالم التقنية نظراً للتحديات الكبيرة في مجال التجارة الإلكترونية وقتها. توسعت الشركة في الخليج وعدة بلدان أخرى، ولم تعد تقتصر على منتجات الأحذية، ولكنها ما زالت متخصصة في مجال الأزياء، حيث توفر منتجات من 400 علامة تجارية من ضمنها علامات تجارية خاصة بها.

الصورة الكلية

نجاح منصة نمشي له أسباب عديدة منها فهم عادات المشترين، والتسويق الفعال، وتحديد نقطة ألم واضحة يفتح علاجها المجال لسوق ضخم يبرر الاستثمار والمخاطرة.
كذلك فإن رهان نمشي على الخدمة المميزة لا المنافسة بالسعر كان حجر أساس في النجاح والتميز عن المنافسين، وهي استراتيجية لم تخب أبداً مع أي شركة رائدة أو عريقة. ولا شك أن وجود فريق تأسيس ذو خبرات جيدة وقيم عمل واضحة مكَّن الشركة من تنمية قاعدة العملاء بشكل سريع والحفاظ عليها.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اشترك معنا!

لتصلك بزنس Shot ☕ ساخنةً صباح كل اثنين