قصة فشل كويبي

عندما لا تكفي عمالقة هوليوود ولا 1.7 مليار دولار لضمان نجاح مشروعك الناشئ

ما هي كويبي؟

“كويبي” Quibi هي منصة بث رقمية تشبه منصة “نيتفليكس” و”ديزني بلس” وتتمايز عنهما بأنها تتخصص في إنتاج برامج ومسلسلات وأفلام حصرية لا تتجاوز مدتها الـ 10 دقائق كحد أقصى. تستهدف “كويبي” مستخدمي الهواتف الذكية من جيل الألفية.

انطلقت الشركة انطلاقة طموحة ومبشرة جداً في إبريل 2020م، لكن تم إغلاقها بعد 6 أشهر فقط لتنتهي كأحد أسرع انهيارات عالم الترفيه وأقصر خدمات البث المباشر عمراً!

لماذا فشلت كويبي بهذه السرعة؟

تحجج المؤسسون بأن وقت الإطلاق هو أحد الأسباب! لكن الأرقام تنفي ذلك، فأزمة كورونا ضاعفت الإقبال على المحتوى الرقمي، ورفعت عائدات المنصات الأخرى كـ”نيتفليكس” بشكل غير مسبوق.

والتمويل لم يكن عائقاً، حيث جمعت الشركة ملياراً و750 مليون دولار في وقت قياسي.

شبكة العلاقات والأسماء الرنانة أيضاً لم تكن عائقاً، فمؤسسو الشركة من عمالقة هوليوود (رئيس سابق لمجموعة ديزني ورئيسة سابقة لموقع “إي باي” وشركة “هيولِت باكارد”)، وقد استقطبوا أسماء ضخمة جداً مثل ستيفن سبيلبرغ، توم كروز وويل سميث.

ما الذي حدث إذاًَ؟

تتمحور أغلب التحليلات حول سبب رئيسي، وهو الفشل في فهم الجمهور المستهدف.

ذلك في سلوكيات إدارية، مثل رفض إدارة كويبي استقطاب مواهب ومشاهير الإعلام الجديد رغم أن المنصة تستهدف جيل الألفية الذي يفضل – بحسب الإحصائيات – مشاهدة اليوتيوب أكثر من قنوات التلفاز بضعفين.

تجلى ذلك أيضاً في الإدارة التفصيلية (Micro-managment) والقيادة البعيدة عن جيل الشباب (مثلاً: تدخل مؤسس الشركة في أدق التفاصيل، كاختيار مقدم البرنامج اليومي لأحد البرامج وإصراره على أن يرتدي بدلة ويجلس خلف مكتب، مع اعتراض القائمين على أن طريقة العرض هذه لا تتناسب مع منصة تركز على جيل الشباب).

ماذا الآن؟

تحاول كويبي بيع أكبر كمية ممكنة من المحتوى لديها، بعد فشل محاولاتها لإقناع شركات كبيرة مثل فيسبوك، وآبل، وإن بي سي يونيفيرسال بشراء محتواها.

الصورة الكلية

شهدت السنوات الماضية ضجة كبيرة في مجال تمويل شركات التقنية الناشئة. لجأت بعض الشركات مثل “كويبي” إلى جولات تمويل خاصة كان آخرها قبل قرار الإغلاق بـ6 أشهر فقط وتم خلالها جمع 750 مليون دولار، بينما لجأ البعض الآخر إلى طرح أسهمه للاكتتاب العام مثل “أوبر” و”سلاك”.

ماذا يعني لي كل هذا؟

  • إذا كنت رائد أعمال: قد يسهِّل الإقبال الكبير على تمويل الشركات الناشئة المختصة بالتقنية حصولك على التمويل، ولكن فشل تجربة بهذه الإمكانيات هو أكبر دليل على أن ضخامة التمويل وشبكة العلاقات ليسا كافيين لنجاح مشروعك. لا بد أن يكون الإنصات إلى الجمهور دائماً في صميم استراتيجيتك.
  • إذا كنت تفكر في شراء أسهم في شركة تقنية فقصة “كويبي” هي بمثابة تحذير لك. لا تندفع وراء الأسماء الرنانة والإقبال الكبير من المستثمرين، وانتبه إلى استراتيجية الشركة، وتماشيها مع ما يناسب الجمهور، ومدى تميزها أمام منافسيها.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اشترك معنا!

لتصلك بزنس Shot ☕ ساخنةً صباح كل اثنين