نهاية عملة ميتا الرقمية!

بعد محاولات لإنعاش مشروع العملة الرقمية لشركة ميتا (فيسبوك سابقاً) المعروف باسم “ليبرا Libra” سابقاً أو “ديم Diem” حالياً، أعلنت منظمة ديم Diem الشهر الماضي أنها قررت إنهاءه، وبيع أصوله إلى سيلفر جيت SilverGate، وهو بنك له تركيز على العملات الرقمية. يذكر أنّ المشروع واجه منذ بداياته موجة تشكيك كبيرة تتعلق بشركة ميتا، انتهاءً بمشاكل اعتماده في التعاملات اليومية. 

 

كيف نشأت فكرة ليبرا؟

أُعلن عن عملة ديم لأول مرة في يونيو/حزيران 2019؛ حيث صرحت شركة ميتا أنّ العملة سيمكن شراؤها واستخدامها للتحويل بين الأشخاص بتكلفة تقترب من الصفر، بالإضافة لشراء الخدمات داخل تطبيقاتها مثل: الفيسبوك، الانستغرام، وواتساب. وسيتمكن المستخدمون من حفظ عملتهم داخل محفظة ستطورها تسمى كاليبرا Calibra (تم تغيير اسمها لاحقاً إلى نوڤي Novi).

 كان من المخطط أنّ إدارة عمليات العملة لن تكون من قبل ميتا وحدها، بل سينضم إليها تحالف ديم المستقل والمرتبط بالعملة، والذي كان يتألف من عدة شركات كبيرة ومشهورة، مثل: فيزا Visa، وماستر كارد Master Card، بالإضافة إلى إي باي eBay، وشوبيفاي Shopify، وغيرهما، قبل انسحاب جزء ملحوظ منها خلال تطوير المشروع. كانت فكرة التحالف ستتبنى شبكة بلوكتشين المركزية التي يعمل من خلالها الأعضاء على معالجة العمليات لضمان ثقة أكبر في المشروع.

 

عصر التخوفات

على الرغم من الوعود التي طرحتها ميتا، إلا أنّ التخوف من المشروع بدأ من اللحظات الأولى من الإعلان عنه. بناءً على عدة تحليلات؛ فإنّ بعض المشكلات واجهت العملة، وقد تضمنت الآتي:

  • مشكلات العملات المستقرة: كانت العملات الرقمية المستقرة في الفترة التي أعلن فيها عن المشروع فكرة جديدةً نسبياً، ولم يكن هناك تنظيم قانوني لها (وما تزال الحكومات إلى اليوم تدرس تنظيمها)، ولذلك فقد تخوفت العديد من المؤسسات الحكومية من هذه الفكرة؛ بسبب وجود أخطار تتعلق بتنظيمها، والتزامها بقوانين مكافحة غسيل الأموال، وحماية المستهلكين، وغيرها.
  • زيادة نفوذ ميتا: عانت ميتا من مشكلات عديدة في الخصوصية خلال العقد الماضي، وذلك زاد من تخوفات الحكومات والمستخدمين بأنّ مشروع ديم – وعلى الرغم من ارتباطه بشركات أخرى – قد يزيد من نفوذ الشركة، ويسمح لها ببعض الممارسات الاحتكارية.
  • ديم والمعاملات البنكية: أظهرت مغادرة عدة شركات لخدمات الدفع -مثل: ماستر كارد وفيزا- من التحالف بعض المشكلات التي قد تواجه التحالف، حيث إنّ منظمي الأسواق حاولوا التنبيه أكثر من مرة أنّ التحالف سيتوجب عليه الخضوع للعديد من القوانين الخاصة بالتعاملات المالية والبنكية؛ بسبب طبيعة عمله، ويعزو البعض أنّ مغادرة خدمات الدفع قد تكون حدثت؛ بسبب عدم ثقتهم باجتياز التحالف لهذه المشكلات.

قد تكون واحدة أو أكثر من المشكلات السابقة ساهمت في قرار إنهاء المشروع، وبيعه إلى سيلفر جيت، الذي صرّح أنه سيستخدم الأصول التي اشتراها في تطوير عملته الرقمية المستقرة مع نظام دفع خاص به في 2022.

 

المرحلة القادمة لميتا

على الرغم من نهاية قصة ميتا مع مشروع ديم، إلا أنّها قد لا تكون نهاية خططها في عالم العملات الرقمية، حيث إنّها انضمت حديثاً إلى تحالف كوبا COPA، والذي تأسس من قبل مؤسس شركة بلوك وتويتر جاك دورسي، وسيعمل التحالف على تشجيع نمو تكنولوجيا العملات الرقمية، وخفض حواجز اعتمادها.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اشترك معنا!

لتصلك بزنس Shot ☕ ساخنةً صباح كل اثنين