هل استطاع منظمو الأسواق اختراق البتكوين؟!

أعلنت وزارة العدل الأمريكية الأسبوع الماضي أنها اعتقلت شخصين، واستطاعت مصادرة ما يزيد عن 3.6 مليار دولار من العملات الرقمية (94,000 بتكوين). طبقاً للتصريحات فإنّ هذا المبلغ هو جزء من واحدة من أكبر عمليات الاختراق في تاريخ العملات الرقمية، والتي حدثت لمنصة بيتفينكس Bitfinex في عام 2016 وتمت فيها سرقة قرابة 120,000 عملة بتكوين مما تسبب في خسارة البتكوين 20% من قيمته! يذكر أنّ عملية المصادرة هذه تعتبر الأكبر في تاريخ الوزارة، وعلقت نائب المدعي العام بأنّ هذه العملية تثبت أنّ العملات الرقمية ليست مكاناً آمناً للتداولات غير القانونية مثل غسيل الأموال!

 

عملية سرقة تاريخية!

كما ذكرنا؛ فإنّ عملية اختراق منصة بيتفينكس تعتبر من أضخم الاختراقات في تاريخ العملات الرقمية؛ لذلك عادةً ما قد تأخذ عملية غسيل الأموال فيها سنوات طويلة. غسيل الأموال هي عملية (أو عمليات) يتم من خلالها تحويل أو استثمار أو شراء أصول متنوعة بالأموال المسروقة من أجل تغطية مصدرها غير المشروع، وإظهارها كأنها أصول شرعية لا مشاكل فيها. بالنسبة للزوجين اللذين حاولا غسيل العملات الرقمية، فقد اتبعا عدة طرق معقدة لفعل ذلك، منها: إجراء عمليات شراء كبيرة للبتكوين المسروق وتوزيعه على عملات أخرى -خصوصاً العملات التي لديها سرية أعلى من غيرها- ثم القيام بشراء بعض الأصول الأخرى، مثل: الذهب، أو الرموز غير القابلة للاستبدال NFTs، وأخيراً: محاولة تحويل بعض العوائد لحسابات الزوجين البنكية. بناءً على ملف حقائق أحداث القضية، ذُكر أنه تم تعقب العمليات على شبكات البلوكتشين المختلفة (جميع العمليات التي تتم على شبكات البلوكتشين اللامركزية تظهر لجميع الأشخاص) واستطاعت التحقيقات ربط الأموال المسروقة بعدة حوالات تمت لحسابات بنكية تابعة للزوجين، أو لشركات خاصة بهم، أو لحسابات بنكية وهمية أخرى يملكونها. يُذكر أنّ الزوجين يواجهان تهماً قد يزيد الحكم فيها عن أكثر من 20 سنة في السجن!

 

هل يمكن اختراق البتكوين؟!

على الرغم من أنّ هذا الخبر يعتبر إيجابياً؛ إلا أنه قد يبدو غريباً، فمن المفترض أنْ البتكوين لا يمكن اختراقه، وتعد قيمته الأساسية في هذه الميزة، فهل استطاعت الحكومة الأمريكية اختراقه؟! ما حدث بالضبط لا يُعتبر اختراقاً للبتكوين، حيث إنّ البتكوين ـ على خلاف الاستثمارات الأخرى ـ يمكن عمل معاملات بواسطته دون كشف صاحب الأموال أو المحفظة بشكل عام، لكن عادة ما ينتهي الأمر بالأشخاص الذين يغسلون الأموال إلى تحويلها من منصات التداول المركزية إلى حسابات بنكية شخصية أو غيرها، وعادة ما يبدأ عمل جهات التحقيق هنا، حيث تبدأ بدراسة حركة الأموال المسروقة من المحفظة الأصلية عبر شبكات البلوكتشين المختلفة في محاولة لإيجاد أي تحويل خارجي يمكن التعرف على صاحبه وهذا ما حدث في قصة الزوجين على الرغم من محاولاتهما الجاهدة في إخفاء مصدر الأموال!

 

الصورة الكلية

اكتسب سوق العملات الرقمية شهرةً؛ بسبب عوائد الاستثمار الضخمة فيه، مع عدم وجود تنظيم حكومي له. دفعت هذه المواصفات العديد من رؤوس الأموال الضخمة إلى الاستثمار فيه، ولكنه أيضاً جذب العديد من العمليات غير القانونية؛ ولذلك تهدف الحكومات المختلفة حالياً إلى دراسة خطط واضحة لتنظيم السوق، قبل أن تتخذ قراراً واضحاً بتقبله بشكل كامل.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اشترك معنا!

لتصلك بزنس Shot ☕ ساخنةً صباح كل اثنين