هل ينجح فيسبوك في إعادة صياغة ذاته؟ 

أعلن مارك زوكربيرغ -الرئيس التنفيذي لموقع فيسبوك الشهير- الأسبوع الماضي عن تغيير اسم الشركة من فيسبوك Facebook إلى ميتا Meta.

لماذا؟
تهدف الشركة بحسب زوكربيرغ إلى الخروج من مظلة تطبيقها “فيسبوك” وعكس صورة أشمل للشركة وتوجهاتها المستقبلية. فبالإضافة إلى فيسبوك تملك الشركة العديد من التطبيقات أهمها: إنستجرام، واتساب، وتطبيق أوكولوس Oculus للواقع الافتراضي والذي سيحظى على تركيزٍ واسع في الفترة المقبلة حيث تسعى الشركة لدمج تطبيقات الإنترنت الحالية بالواقع الافتراضي.

 

من يتذكر MySpace؟

بداية قصة فيسبوك تسبق إنشاءها للتطبيق. فمع دخول الألفية الجديدة، ظهرت موجة ضخمة من الشركات المهتمة بالتكنولوجيا وخاصة المواقع الإلكترونية. تبِع هذه الموجة ظهور ما يسمى بالـ Web 2.0 وهي المواقع التي حفَّزت المستخدمين على إنشاء محتواهم الخاص ومنها مواقع التواصل الاجتماعي ومن أهمها موقع MySpace. اكتسب موقع MySpace شهرةً واسعةً في بداية الألفية لكنَّ غياب استراتيجية ثابتة للنمو أدى إلى تراجعه مقابل فيسبوك التي تخطته وسيطرت على ساحة مواقع التواصل في نهاية العقد الأول من الألفية الجديدة.

 

مسيرة فيسبوك

بدأ موقع فيسبوك رحلته في 2004 عندما كان مارك زوكربيرغ طالباً في جامعة هارفرد وأنشأ الموقع لمساعدة طلاب جامعته على التواصل مع بعضهم البعض. نجح الموقع في استقطاب 1000 شخص في اليوم التالي فقط لإنشائه وكانت هذه بدايةً مصغرة لنجاح الموقع الذي يستقطب قرابة 2.89 مليار مستخدم نشط شهرياً!  استحوذت فيسبوك على إنستجرام في 2012 بقيمة مليار دولار، وتلاه استحواذ الشركة على تطبيق واتساب وشركة منتجات الواقع الافتراضي أوكولوس Oculusفي 2014 بقيمة 19 مليار دولار و2 مليار دولار على التوالي. شكَّلت بعض هذه الاستحواذات نقاطاً مهمة في مسيرة نجاح الشركة حتى هذه اللحظة، ولكن الرحلة لم تخلُ من العديد من المشاكل التي أثَّرت على سمعتها.

 

“ميتا” تَرِثُ مشاكلَ الفيسبوك!

لقد تضررت سمعة فيسبوك كثيراً خلال السنوات الماضية، خاصةً بين جيل الألفية وجيل المراهقين، وقد يكون الهدفُ من تغيير اسم الشركة صرْفَ أذهان الناس عن كثيرٍ من المشاكل التي التصقت بالاسم وأضرَّت بسمعة فيسبوك خلال السنوات الماضية ومنها:
  • الأبحاث المخفيَّة: تسرَّبت حديثاً عدة أوراق سرِّية من عالمة بيانات سابقة لدى فيسبوك تظهر كيف أخفت الشركة دراساتٍ داخلية عن الأثر السلبي لتطبيقاتها على صحة المراهقين النفسية والجسدية. ليس هذا وحسب، بل ارتأت فيسبوك -بحسب تعبير الموظفة- وضع الربح فوق أي اعتبار واستمرَّت خوارزمية فيسبوك في استهداف المراهقين باستخدام المحتوى المضر متجاهلةً دراساتها الداخلية.
  • الاحتكار: واجهت الشركة عبر السنوات الأخيرة تهماً بممارساتٍ احتكارية وبمحاولة الحد من توسع منافسيها في السوق.
  • انتهاك الخصوصية: واجهت الشركة أيضاً قضايا واتهامات بعدم احترامها لخصوصية معلومات المستخدمين أشهرُها قضيتها مع شركة كامبريدج أناليتيكا Cambridge Analytica حين تم تسريب معلوماتٍ شخصية عن ملايين المستخدمين وتغريم فيسبوك لاحقاً بمبلغ 5 مليار دولار من قبل لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية.

الصورة الكلية

من المتوقع أن تغيير اسم فيسبوك سيعكس تحولاً في وجهة الشركة واهتماماتها في عالم التكنولوجيا وتركيزها على تقنيات صاعدة مثل الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي مما قد يؤثر إيجابياً على أدائها. لكن، يعتقد الكثيرون أن الأثر الأكبر سيكمن في قدرتها على حل المشاكل التي تواجهها وإظهار تبنيها لتغييرٍ حقيقي في سياساتها تجاه المستخدمين.. فهل ستنجح “فيسبوك سابقاً” في تبييض سمعتها بعد تحولها لـ”ميتا”؟ الأمر ليس بهذه السهولة إذ أظهر استطلاعٌ للرأي أجري في المملكة المتحدة وأمريكا وكندا، أنَّ 86% لا يعتقدون أنَّ تغيير الاسم سيغير من نظرتهم الحالية للشركة.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اشترك معنا!

لتصلك بزنس Shot ☕ ساخنةً صباح كل اثنين