عصر سرقة البيانات!

غرمت لجنة حماية البيانات في إيرلندا شركة ميتا قرابة 275 مليون دولار بعد تحقيقات أظهرت أنه تم تسريب بيانات أكثر من 533 مليون مستخدم للفيسبوك حول العالم وتتضمن معلومات حساسة مثل أرقام الهاتف، العناوين الشخصية وتاريخ الميلاد وغيرها. يذكر أن هذه الغرامة تعد ثالث غرامة من نفس اللجنة وأغلبها يتعلق بكيفية تعامل شركة ميتا مع بيانات المستخدمين.

 

تاريخ من الغرامات

ينتقد الكثير أن شركة ميتا لا تتعلم من أخطائها حيث إن لها تاريخ حافل من مشاكل الخصوصية في السنوات الماضية. كان تحقيق لجنة التجارة الفيدرالية الامريكية في 2011 واحدة من أوائل التحقيقات التي نظرت في انتهاك فيسبوك لخصوصية المستخدمين. لم تغرم فيسبوك وقتها، ولكن خرجت بشرط أن تعد بحماية خصوصية المستخدمين بشكل أفضل في المستقبل.

على الرغم من ذلك، أظهرت عدة تقارير لاحقاً أنه تم استخراج كميات كبيرة من البيانات تتعلق بمستخدمي الفيسبوك على علم من فيسبوك دون أن أخذ إذن مسبق من أصحابها وكان أكبرها تحقيق لجنة التجارة الفيدرالية في 2018 الذي أظهر أن شركة الاستشارات كامبريدج أناليتيكا استخرجت بيانات لأكثر من 50 مليون مستخدم وتم استخدامها لصناعة برامج تقوم بالتأثير على قرارات الناخبين الأمريكيين. أدت هذه القضية إلى ضجة كبيرة بين المستخدمين والتي تجاوبت معها لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية بغرامة تقدر ب 5 مليار دولار لتسوية القضية مع فيسبوك والتي تعد واحدة من أكبر الغرامات التي فرضت على شركة تقنية.

 

الحرب الأوروبية على شركات التقنية

طرح الاتحاد الأوربي قانون النظام العام لحماية البيانات GDRP في منتصف 2018 والذي وضع عدة قوانين تحكم كيفية جمع البيانات من المستخدمين في الاتحاد الأوروبي ويمنحهم سلطة أكبر على بياناتهم الشخصية. كان وقع هذا القانون إيجابياً، حيث نرى من آثاره الواضحة تلك النافذة التي تظهر عند دخول الكثير من المواقع والتي تتيح لك الموافقة أو الرفض على استخدام الموقع لملفات تعريف الارتباط Cookies والتي تسمح الموقع تتبع تحركاتك وسلوكك داخله.

إضافة لقوانين حماية البيانات، قامت العديد من الجهات التنظيمية في أوروبا بالوقوف بالمرصاد لانتهاكات شركات التقنية وفرض غرامات كبيرة عليها كما فعت مع جوجل، أمازون وفيسبوك. كما بدأت بسن قوانين للحد من الممارسات الاحتكارية، نشر المعلومات المضللة والتهرب الضريبي.

 

ماذا يعني لي هذا؟

من المهم كمستخدم أن تقوم بحماية بياناتك الشخصية بشكل مستمر وذلك عن طريق عدم تقديم أي بيانات لك للمواقع والخدمات إذا لم تكن مضطراً لذلك حيث إنه وعلى الرغم من أن الشركات التقنية قد تكون ملزمة بحماية بياناتك إلا أن حدوث اختراقات لها هو أمر وارد وقد يسبب ذلك بتسريب بياناتك كاملة على الإنترنت والتي قد تستخدم لسرقة حساباتك الشخصية أو البنكية!

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اشترك معنا!

لتصلك بزنس Shot ☕ ساخنةً صباح كل اثنين