لماذا تبيع مايكروسوفت منتجات خاسرة؟

ذكر فيل سبينسر Phil Spencer رئيس قسم جهاز الألعاب Xbox التابع لمايكروسوفت في مقابلة صحفية أن مايكروسوفت تخسر ما يصل إلى 200 دولار لكل جهاز Xbox تقوم ببيعه. وعلى الرغم من ذلك، صرح فيل أن مايكروسوفت ليست لديها خطط لرفع أسعار أجهزتها على المدى القريب.

 

عصر المنافسة والأسواق الهابطة

قد تبدو ممارسة مايكروسوفت غريبة إلا أنها شائعة، وتوجد عدة أسباب قد تفسر تحمل الشركة الخسارة في منتج ما، منها:

  • استراتيجية سلعة الاجتذاب Loss Leader Strategy: وهي استراتيجية تسعير تقوم فيها الشركات بتقليل سعر المنتج إلى سعر التكلفة أو حتى الخسارة. وتستخدم عادةً لعدة أسباب منها (1) بناء قاعدة من العملاء في سوقٍ جديد، (2) الحصول على حصة سوقية أكبر، (3) ربط استخدام المنتج بإضافات مربحة للشركة، وهذا ما تقوم به مايكروسوفت حيث إنها تأمل بتغطية خسائر المبيعات عن طريق بيع إضافات Xbox وخدمات الاشتراك في الألعاب.
  • الأوضاع الاقتصادية: لا يخفى أن الاقتصاد العالمي حالياً يعاني من مشكلات مثل التضخم (ارتفاع الأسعار) وهذه المشكلات تحفز المستهلكين على التخلي عن المنتجات غير الأساسية مثل أجهزة الألعاب في سبيل توفير المصاريف؛ ولذلك قد تقوم الشركات بتحمل الخسارة لفترة معينة أملاً في تحسن الأوضاء واستعادة القدرة على الشراء بأسعار مربحة للشركات. يذكر أن أزمة الرقائق الإلكترونية هي مثال واضح على ذلك، تلك الأزمة التي سببت خسائر للعديد من مصنعي الأجهزة الإلكترونية بسبب ارتفاع تكلفة صنع أجهزتهم، ولكن العديد منهم تحمل الخسارة في سبيل الحفاظ على قاعدة عملائهم.

يذكر أن جهاز PlayStation من شركة سوني يعد منافساً قوياً لجهاز Xbox مما يضع شركة مايكروسوفت تحت ضغط المنافسة، حيث ذكرت مايكروسوفت في تقريرٍ لها أن الجيل السابق لأجهزة PlayStation4 حقق ضعف مبيعات جهازها السابق Xbox1!

 

استراتيجية شريفة أم “تكسير مجاديف”؟

على الرغم من شيوع استراتيجية سلعة الاجتذاب إلا أن البعض يرى بأنها مطابقة لاستراتيجية التسعير الافتراسي Predatory Pricing والتي تقوم الشركات الكبيرة فيها بخفض سعر المنتجات إلى ما دون التكلفة في سبيل طرد المنافسين من السوق. وعادة ما تستطيع هذه الشركات تحمل الخسارة بسبب وجود منتجات أخرى لها مربحة بينما تفلس الشركات الصغيرة، ويساعد ذلك في ظهور بيئة سوق احتكارية Monopoly.

 

الصورة الكلية

تعتبر المنافسة من الأساسيات التي تحفز الشركات إلى خلق منتجات جديدة أو تحسين منتجات موجودة وتخفيض سعرها؛ مما يصب في صالح المستهلكين، إلا أن تطور التكنولوجيا في العقود الأخيرة أظهر شركات ضخمةً ولديها تأثير كبير (مثل جوجل، وميتا، ومايكروسوفت) مما أضعف من قدرة ظهور منافسين جدد. دفع ذلك الحكومات إلى تأسيس لجانٍ مختصة في وضع قوانين للحد من قدرة الشركات الضخمة على احتكار الأسواق وفتح تحقيقات مستمرة في أي ممارسات احتكارية وفرض غرامات في حال حصولها.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اشترك معنا!

لتصلك بزنس Shot ☕ ساخنةً صباح كل اثنين