إيلون ماسك يوجّه عصاه السحرية نحو بتكوين

أعلن إيلون ماسك الأسبوع الماضي عن قيام تسلا باستثمار 1.5 مليار دولار في البتكوين، أي تحويل ما يقارب 8% من الاحتياطي النقدي للشركة البالغ 19 مليار دولار إلى العملة الرقمية.

وطبعاً، ارتفع سعر البتكوين أكثر من 15% خصوصاً بعد تأكيد الشركة نيّتَها البدءَ بقبول البتكوين كطريقة دفعٍ جديدة. وهو ما يذكرنا بأثر ماسك على تطبيق ” كلوب هاوس” (الذي تناولناه الأسبوع الماضي).

 

هل تسلا هي البداية فقط؟

بعد أيامٍ من إعلان تسلا أعربت العديدُ من الشركات عن خططها لتبني البتكوين في تعاملاتها وخدماتها، ومنها:

• تويتر: تدرس إضافة البتكوين إلى قوائمها المالية ودفعَ رواتب موظفيها بالعملة الرقمية إذا رغبوا في ذلك!

• ماستركارد: ستدعم بعضَ العملات الرقمية على شبكتها مما سيتيح لمستخدميها البدء باستخدامها كوسيلة دفع.

• بنك جي بي مورجان JP Morgan: صرّح عن استعداده للتعامل مع البتكوين ولكن مازال حجم الطلب حالياً غير كافٍ.

يُذكر أنَّ منصة باي بال Pay Pal أعلنت السنة الماضية عن خدمة شراء وبيع بعض العملات الرقمية من خلال منصتها التي تحتوي على أكثر من 285 مليون مستخدمٍ نشط. على الرغم من ذلك، ليست لدى الشركة خططٌ لشراء البتكوين أو إضافته إلى أصولها الاستثمارية.

 

ما السر وراء قرار تسلا؟

  1. أغراضٌ شخصية: اهتمام إيلون ماسك الشخصي بالبتكوين، فقد غرَّد بشكلٍ مستمر مؤخراً عن دعمه للعملة الرقمية. (يُعرف عن إيلون ماسك اتخاذه أحياناً قراراتٍ قد لا تبدو للوهلة الأولى منطقية!).

  2. أغراضٌ تسويقية: ترسيخ الصورة التي تحاول تسلا رسمها بأنها السبّاقة دائماً في مجال التكنولوجيا.

  3. أغراضٌ مالية: كانت تسلا على دراية بأن سعر البتكوين سيرتفع بشكلٍ كبير بعد هذا الإعلان، وقد ارتفع بالفعل 15% أي أن تسلا جنت ما يزيد عن ربع مليار دولار حتى الآن من استثمارها هذا. لم تشتر تسلا هذا الحجم من البتكوين بين ليلةٍ وضحاها تجنباً لإحداث بلبلةٍ في السوق، بل قامت بذلك بشكلٍ تدريجي (“على الناعم”) على مدار الأشهر الماضية.

الصورة الكلية

 

هل البتكوين جاهزٌ ليصبح “عملة تقليدية”؟

لايوجد شك في احتمالية تغيير البتكوين لأساليب تعاملاتنا المالية، وفي أنه قد يوفّر خيار استثمارٍ قوي بسبب الخصائص التي بني عليها ومن أهمها: (1) محدودية العرض و(2) التشفير القوي.

لكنْ مازال الكثير من المحللين يعتقدون أن البتكوين لا يعدو كونه مجرَّد عملة مضاربة بسبب طبيعته عاليةِ التذبذب حالياً والتي تحول دون اعتباره “عملة تقليدية”. والمثال أمامكم، فقد استطاع شخصٌ واحد مثل إيلون ماسك التحكّمَ بسعر العملة من خلال بضع تغريداتٍ فقط، الأمر الذي يُستبعد حدوثُه مع العملات التقليدية. ولكن من جانبٍ آخر، قد يؤدي التقبّل المتزايد للبتكوين من قبل المؤسسات الاستثمارية إلى تحركٍ متزن في السعر، إذ تدير هذه المؤسسات استثماراتها عادةً بطريقةٍ أكثر تنظيماً مقارنةً بالمستثمرين الهواة.

 

ماهو رأي منظمي السوق؟

مازالت العملاتُ الرقمية تواجه تحدياً كبيراً وهو السياسات التي سيتبعها منظمو السوق Market Regulators والمعنيّة غالباً بكيفية التحكم في تدفقاتِ رأس المال التي تأتي من خلال العملات الرقمية، والتي قد يحتاجها منظمو السوق لإدخالِ العملات الرقمية في حساب الضرائب وتطبيقِ بعض القوانين مثل قانون مكافحة غسيل الأموال. يضافُ إلى ذلك قلقُ البنوك المركزية من أنَّ التداولَ المفتوح بالعملات الرقمية كوسيلةِ دفعٍ قد يُضعف مِن تحكُّمها بالسياسات النقدية للدول، مما قد يدفع منظمي السوق إلى التقليل من خصوصية هذه العملات أو رفض بعضها واستبدالها بعملاتٍ يمكن مراقبتها والتحكم بها بشكل أفضل!  ?

 

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اشترك معنا!

لتصلك بزنس Shot ☕ ساخنةً صباح كل اثنين