عودة الأسواق الهابطة!
وصفت ليزا شاليت مديرة الاستثمار في مؤسسة مورجان ستانلي المستثمرين الذين يعتقدون بانتهاء حقبة الأسواق الهابطة Bear Market بالجهلة! حيث حذرت أن هبوطاً حاداً في الأسواق قادم لا محالة بفعل زيادة أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
يعود تفاؤل المستثمرين إلى الارتفاع الذي شهدته الأسواق العالمية مؤخرا بالإضافة إلى انخفاض معدلات البطالة. لكن بحسب شاليت، فإن رفع الاحتياطي الأمريكي لسعر الفائدة سيعوق الاستثمار وسينعكس على الأسواق العالمية قريباً.
ما علاقة سعر الفائدة بالاقتصاد؟
عندما يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة يصبح اقتراض الأموال أكثر تكلفة مما يؤدي إلى إبطاء الإنفاق الكلي في الاقتصاد. تلجأ البنوك المركزية والدول عادةً لهذه الخطوة بغرض السيطرة على التضخم؛ حيث تقلل أسعار الفائدة المرتفعة من إقبال الشركات والمستهلكين على القروض والعمليات الشرائية الكبيرة؛ وبالتالي ينخفض الطلب على السلع والخدمات المختلفة. بحسب هذه النظرية، يشكل انخفاض الطلب حافزاً للشركات لخفض أو عدم رفع أسعارها وبالتالي يتم السيطرة على التضخم.
يعتبر رفع سعر الفائدة محط جدل بين الإقتصاديين، فعدا عن قدرته في الحد من التضخم، يرى المؤيدون أن هذه الخطوة من شأنها تعزيز قيمة العملة وجعل صادرات الدولة أكثر قدرة على التنافس وبالتالي تعزيز النمو الاقتصادي على المدى الطويل.
لكن بالمقابل يرى المعارضون أن إبطاء الإنفاق من شأنه أن يؤدي إلى ركود اقتصادي يتعدى أثره إلى طبقات المجتمع المختلفة.
ماذا يعني هذا لي كمستثمر؟
يختلف الاستثمار في السوق الهابط Bear Markets عن الاستثمار في السوق الصاعد Bull Market بسبب التشاؤم العام وانخفاض أداء الشركات، وبالتحديد الشركات المنتجة للسلع الغير أساسية والتي عادة ما يتخلى المشترون عنها في أوقات الأزمات (الكماليات). فيما يلي نستعرض بعض النصائح التي يمكنك اتخاذها قبل دخولك عالم الاستثمار في هذا الوقت:
- التحكم في مشاعرك: التحكم في قرارات البيع والشراء هي من أهم المهارات التي يجب تعلمها، وخصوصاً في أوقات الهبوط والخوف التي تنتشر فيها الأخبار السلبية. لذلك؛ فإن تحديد خطة زمنية ومالية محكمة ستضمن لك الحماية من التقلبات العاطفية في هذه الأوقات.
- اتباع استراتيجية طويلة المدى: قد يكون التداول المستمر مغرياً، إلا أن هذه الاستراتيجية تعتبر خطرة للمستثمرين وخاصة الجدد. إن اتباع استراتيجية طويلة المدى يضمن لك تجنب تقلبات السوق السريعة، بالإضافة إلى تسهيل اتخاذ القرارات.
- تجنب البحث عن القيعان: أفضل وقت للشراء هو عند وصولنا إلى نهاية هبوط الأسعار (القاع)، إلا أن المشكلة تكمن في استحالة تحديد قاع وقمم الأسواق المالية. لذا؛ تجنب البحث الدائم عن أفضل سعر شراء، واتبع استراتيجيات أثبتت نجاحها مثل المتوسط السعري Dollar Cost Averaging والتي يقوم المستثمر من خلالها بالشراء بمبالغ صغيرة في استثمار معين بغض النظر عن سعره، ويقوم بذلك بشكل مستمر (كل شهر مثلاً) لفترات طويلة، تتيح لك هذه الاستراتيجية تحسين المتوسط السعري لاستثمارك وتجنب البحث المستمر عن القاع.
- عدم استثمار مالا تحتمل خسارته: إن اتباعك لاستراتيجية طويلة المدى ستعني أنك لن تستطيع سحب استثماراتك لفترة قد تمتد إلى أشهر أو حتى سنوات، ولذلك احرص على أن يكون مبلغ الاستثمار هو مبلغاً لا تحتاجه طول فترة استثمارك.
-
مراقبة شهية المخاطرة: تقل شهية المخاطرة Risk Tolerance عادة في الأسواق الهابطة. لذلك؛ من المهم معرفة مدى خطورة الاستثمار الذي تريد شراؤه، حيث إن الأوضاع الاقتصادية السيئة قد تؤدي إلى انهيار بعض الشركات التي ليس لديها أسس قوية.
اشترك معنا!
لتصلك بزنس Shot ساخنةً صباح كل اثنين