بضغطة زر ستستثمر في سوقٍ كامل!

قدمنا في سكوب الأسبوع السابق شرحًا عامًا عن فكرة مؤشّرات الأسواق والغرض منها.

(يمكنك العودة إلى السكوب (هنا).

سنستكمل في هذا السكوب الحديث عن كيفية استخدام المؤشرات كأداةٍ استثمارية.

 

الاستثمار في سوقٍ كامل بضغطة زر!

كما نعلم، فإن المؤشرات هي محافظ وهمية لتتبع حالة السوق ولا يمكن الاستثمار فيها بشكلٍ مباشر.

أتت فكرة صناديق المؤشرات لتحل ذلك عن طريق شركاتٍ تقوم ببناء أداة استثمارية لتتبع حركة هذه المؤشرات. تعدُّ صناديق المؤشرات المتداولة ETFs من أشهر هذه الصناديق وتسمى بذلك لأنها صناديق يمكن شراؤها بشكلٍ مباشر مثل شرائِك لأسهم الشركات.

يمكنك أخذ صندوق Vanguard S&P 500 ETF كمثالٍ على ذلك، فهو صندوقٌ استثماري يتبع مؤشر S&P 500 الذي تكلمنا عنه مسبقًا ، يمكنك شراء حصةٍ من هذا المؤشر عن طريق منصات تداول الأسهم كأنك تشتري سهمًا في شركة، إلا أن ميزته تكمن في أنَّ شراء سهمٍ منه سيجعلك تلقائياً تستثمر في الـ 500 شركة المدرجة في السوق بشكلٍ مباشر.

يُذكر أن عائد الاستثمار في صندوقٍ يتبع مؤشر S&P 500 أعطى متوسط عائدٍ مركَّب يقارب 10.7% سنويًا خلال السنوات الـ30 الماضية.

مما يميز صناديق ETF أيضًا أن تكلفة الاستثمار فيها منخفضةٌ نسبيًا، إذ لا تُدار عادةً بشكلٍ مستمر من خبراء استثمار  مثل صناديق الاستثمار المشتركة Mutual Funds والتي تتم إدارتها بشكلٍ نشط من قبل خبراء استثمار وتحمِل تكلفةً أعلى.

 

صندوق لكل غرض

تتواجد صناديق ETFs بعدة أشكال ولعدة أغراض منها:

1- صناديق العقار: وتستثمر  في العديد من العقارات ويستفيد المستثمر من ارتفاع سعر السهم المشترَى أو من توزيع أرباح تأجير العقارات.

2- صناديق الأسهم: وتكون مجموعةً من الأسهم تتبع عادةً مؤشرًا معينًا أو تحتوي مجموعةً متنوعة من الأسهم لدولة معينة، أو قطاعٍ معين أو مجموعةٍ عالمية من الأسهم.

3- صناديق العملات: وتوفر هذه الصناديق استثمارًا في عدة عملات عالمية.

4- صناديق السّلع: والتي توفّر مجالاً لشراء أسهم في السلع المشهورة كالذهب وغيره من المعادن إمّا عن طريق العقود المستقبلية أو عن طريق شراء أحقيةٍ في المعدن المخزن في مكان معين.

 

أسهم متفرقة أم صناديق استثمارية؟

يفضل البعض شراء أسهمٍ متفرقة رغبةً في الحصول على عائدٍ أفضل من العائد المذكور لمؤشر S&P 500 . كمثالٍ على ذلك؛ كانت سنة 2020 سنةً مربحة لمستثمري سهم تسلا الذي زاد 7 أضعاف خلال سنةٍ واحدة فقط، وليس من الممكن الحصول على عائدٍ مثل هذا بالاستثمار في مؤشرات الأسهم فقط. ولكن.. يجب الانتباه إلى أنَّ حصول ارتفاعٍ مثل هذا ليس بالسّهل توقعه وأنَّ بناءك لمحفظة أسهمٍ استثمارية تمكّنك من التغلب على عوائد مؤشرٍ مثل S&P 500 على المدى الطويل هو أمر صعب جدًا حتى على أكثر المستثمرين خبرة.

 

قبل أن تستثمر!

قد يبدو الاستثمار في صناديق التداول هذه مغريًا، إلا أنه توجد عدة نقاط يجب التحوط منها قبل الاستثمار، ومنها:

1- على الرغم من توفير هذه الصناديق للوقت والجهد لكنها لا تخلو من المخاطرة، حيث يحمل الصندوق نفس المخاطر التي تحملها الاستثمارات بداخله وليس ربحًا مضمونًا كما يعتقد البعض.

2- من المهم ملاحظة أنَّ بعض الصناديق لا تعتبر مطابقةً للمعايير الشرعية، إذ يتداول بعضها في شركاتِ مقامَرة أو بيعِ خمور أو في عقودٍ آجلة وغيرها. تتوفر بعض البدائل المطابقة للشريعة لكنها إذا كانت تتبع مؤشرًا فإنها تحيد عنه قليلاً بسبب إزالة بعض الشركات، وعادةً ما تكون تكلفة الاستثمار فيها أعلى وذات سيولة أقل.

3- توجد نقاط مهمة خلال اختيار أي صندوق ETF منها:

 (أ) اختيار صندوق ذي سيولة عالية لضمان سهولة البيع و الشراء.

(ب) التأكد من تتبع الصندوق بدقة للمؤشر، وذلك بقياس نسبة حياد الصندوق عن المؤشر والتي يمكن معرفتها عن طريق قراءة نشرة الإصدار.

(ج) يجب معرفة نسبة تكلفة استثمار الصندوق Expense Ratio وهي مبلغٌ يتم اقتطاعه سنويًا من أصول الصندوق لتغطية تكاليفه وتختلف من صندوقٍ لآخر. فمثلًا إذا استثمرْت 10,000 دولار في صندوق نسبة تكلفته 0.50% فهذا يعني أنه سيتم خصم 50 دولاراً سنويًا من أصولك بغض النظر عن أداء الصندوق. قد تبدو هذه النسبة صغيرة لكنها تؤثر بشكلٍ مضاعف على مدى سنوات ولذلك يجب الحرص على البحث عن الصناديق ذات التكلفة الأقل.

“السكوب عبارة عن محتوى تعليمي ليس نصيحة استثمارية “.

 

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اشترك معنا!

لتصلك بزنس Shot ☕ ساخنةً صباح كل اثنين