فشار مجاني لمستثمري AMC ?
أعلنت سينما AMC عن برنامجها الفريد من نوعه AMC Investor Connect والذي يستهدف المستثمرين الصغار أو ما يعرف بـ Retail Investors.
سيمنح البرنامجُ المساهمين ميزاتٍ عديدة منها رسائل خاصة من الرئيس والمدير التنفيذي، دعواتٌ لحضور عروض أفلام حصرية، بالإضافة إلى هدايا وتخفيضاتٍ على أصناف محددة بدايةً من فشار مجاني (حجم كبير) لجميع المستثمرين هذا الصيف?!
يبدو أن AMC بدأت محاولة كسب ولاء هذا النوع من المستثمرين الذين كان استثمارهم فيها -كنوعٍ من المزاح- بمثابة طوق نجاةٍ للشركة؛ إذ استطاعوا تكبيد عمالقة وول ستريت المراهنين ضدها Short-Sellers خسائرَ تقدر بـ 2 مليار دولار الأسبوع الماضي! ورفعَ أسهم الشركة حوالي 3000% خلال ستة أشهر!
جيش القردة!
ارتأى المستثمرون المستقلون المتحمسون للشركة أن يُطلقوا على أنفسهم مسمى Ape Army أو جيش القردة مستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي -خاصةً Reddit- للتنسيق فيما بينهم وحثِّ بعضهم على التمسك بأسهم الشركة وعدم بيعها!
هذا الجيش هو امتدادٌ لظاهرة Meme Stocks أو “الأسهم المزْحة” التي ظهرت على الساحة مع بداية الجائحة في العام الماضي. ترمز الأسهم المزحة إلى الأسهم التي يشتريها المستثمرون الهواة أو المستقلون كنوعٍ من التحدي لرفع سهمٍ معين بعد انتشار الدعوة لذلك على مواقع التواصل الاجتماعي. لقد ساهمت عدة عوامل في خلق هذه الظاهرة الغريبة:
– تطبيقات التداول الصاعدة في السنوات الأخير مثل Public و Robinhood والتي تتيح فتح حساباتٍ للتداول بسهولة وبدون عمولة. جذبت هذه التطبيقات انتباه العديد من المستثمرين الهواة من مختلف الأعمار وشجعتهم على دخول عالم الأسهم والاستثمار فيه.
– الحجر المنزلي والعمل من المنزل؛ والذي أتاح الوقت الكافي للعديد من الشباب لاستكشاف طرقٍ جديدة لزيادة الدخل خاصة مع انعدام الأمان الوظيفي في هذه المرحلة.
– انهيار بعض أسواق الأسهم خلال الجائحة؛ ما منح المستثمرين فرصةً لاقتناص الأسهم التي كانت تُتداول بأسعارٍ أقل من قيمتها المعتادة بفارقٍ كبير.
– الرغبة في الوقوف أمام عمالقة Wall Street الذين ساهمت سياساتهم المتهورة لكسب منافعَ شخصيةٍ في العديد من الأزمات الاقتصادية، كما أدت الزيادة الملحوظة في ثروات أغنياء العالم في ظل الجائحة إلى تأجيج هذه الرغبة.
لقد أوجد الارتفاع القياسي لسهم AMC فرصاً كبيرة للشركة، حيث بدأت ببيع بعض أسهمها لتغطية الديون وجمعِ تمويلٍ كافٍ لتغطية الخسائر. فقد أعلنت الشركة الخميس الماضي عن نيتها بيع 12 مليون حصة جديدة هذا العام، و25 مليون حصة العام القادم وذلك “لخلق فرصِ قيمةٍ مستقبلية تصب في صالح الشركة وجميع ملاكها المساهمين” بحسب تعبير المدير التنفيذي آدم آرون.
الصورة الكلية
بعد استحواذها على مجموعة Nordic السينمائية في عام 2017، أصبحت AMC أكبر مشغل سينما في العالم، لكن وبحسب خبراء لم يكن لهذا الاستحواذ الأثر المأمول على إيرادات الشركة.
تعاني السينما منذ عشر سنوات من ركودٍ في الإيرادات تزامناً مع النمو هائل في منصات البث الرقمي المختلفة، لتأتي الجائحة في عام 2020 وتفاقم أزمة هذا القطاع. فقد انخفضت مبيعات AMC مثلاً حوالي 84%!
منذ بدء انتشار التلفاز وأشرطة الفيديو وبعض المحللين يتوقعون بداية نهاية السينما بشكلها التقليدي الحالي، أما الآن وقد تسببت الجائحة بخسائر تجاوزت الـ 70% في هذا القطاع وأجبرت العديد من دور العرض على إعلان إفلاسها وإغلاق أبوابها، يرى البعض أن هذا الموعد بات أقرب من أي وقت مضى.
بحسب هؤلاء المحللين، فإنَّ قرار شركات الإنتاج الكبرى مثل WB و Disney طرحَ أعمالها الجديدة على منصاتها الرقمية بالتزامن مع عرضها في دور العرض السينمائية هو مؤشرٌ على التغير الحاصل في سلوك المستهلكين.
لكن في المقابل يرى البعض عكس ذلك تماماً؛ يقول الرئيس التنفيذي لاتحاد السينما البريطانية “فِل كْلاب”:
“لا تنظر دور السينما لمنصات البث على أنها منافسة لها! إنَّ الأنشطة الخارجية الأخرى هي منافستنا الحقيقة. في الواقع، لقد وجدنا أنَّ أكثر الأشخاص استهلاكاً لمنصات البث الرقمية هم أيضاً الأكثر حرصاً على العودة إلى السينما!”
يبدو أنَّ AMC توافق “فِل” في طرحه، إذ تنوي الشركة بحسب رئيسها الاستمرار في التوسع والاستحواذ مدعومةً على مايبدو من مجموعةٍ من المستثمرين الأوفياء!
مقالات ذات صلة
اشترك معنا!
لتصلك بزنس Shot ساخنةً صباح كل اثنين