الإيثيريوم ونهاية عصر التعدين!
أعلنت مؤسسة الإيثريوم (مؤسسة غير ربحية لامركزية تُعنى بتطوير شبكة الإيثريوم) أن شهر سبتمبر/ أيلول القادم سيكون بدايةً لعملية الدمج المنتظرة منذ سنوات، والتي ستنتقل فيها الشبكة من نظام برهان العمل Proof of Work إلى نظام برهان الحصص Proof of Stake. أهمية الاندماج تكمن في أن الإيثريوم: (1) سيصبح غير قابلٍ للتعدين و (2) سيستهلك طاقة أقل بـ 99.95%، وهذا خبر جيد للبيئة، فالإيثريوم هو ثاني أكبر عملة رقمية بعد البتكوين بقيمةٍ سوقية تتجاوز 200 مليار دولار.
“برهان العمل” و “برهان الحصص”
قد تبدو هذه المصطلحات كالرموز المعقدة لغير المختص. باختصار، فإن معظم العملات الرقمية لا مركزية، حيث لا توجد جهة مختصة تقوم بتنظيمها وتوثيق عملياتها (الشراء والبيع والتحويلات). ولذلك؛ تقع هذه المسؤولية على عاتق مستخدمي الشبكة، وكان يتم ذلك في البداية (مع انطلاق البتكوين) عن طريق خاصية برهان العمل Proof of Workوالتي تقوم بتأكيد عمليات الشبكة باستخدام أجهزة متصلة بالإنترنت وبرمجياتٍ متخصصة وقد تكلمنا عن هذا الموضوع في سكوب سابق هنا.
بعد سنوات من نظام برهان العمل، بدأت المشاكل بالظهور، وكان أكبرها هو الاستهلاك الضخم للكهرباء من قبل أجهزة التعدين، حيث يُقَدَّر بأن تعدين البتكوين لوحده يستخدم كمية كهرباء أكثر من بعض الدول، ولذلك بدأت تظهر طرق بديلة للتوثيق أشهرها برهان الحصص Proof of Stake.
نظام برهان الحصص لا يعتمد على كمية الطاقة المستخدمة باعتباره محددا لتوثيق العمليات، بل على حصة المستخدم من العملة. أي أنه كلما زادت حصتك من العملة ستكون لديك القدرة على توثيق العمليات والتصويت على الفعاليات المختلفة. لتبسيط الموضوع، فإن نظام برهان الحصص شبيه بأسهم الشركات، فكلما زادت حصتك من الأسهم، زادت قدرتك على التصويت في القرارات المهمة!
ماذا يعني لي هذا؟
وفقاً لمنظمة الإيثريوم، فإن نظام برهان الحصص هو نظام أكثر أماناً وأقل استهلاكاً للطاقة، ويجعل الشبكة قابلة للتوسع بشكل أسرع وأفضل.
هل أنت مُعَدِّن؟ قد يكون الآن هو الوقت المناسب لرؤية بدائل أخرى للتعدين أو التحول لنظام برهان الحصص!
هل أنت مُستَثمر؟ من الصعب (وخصوصاً في أوقات الهبوط الحالية) معرفة مقدار تأثر هذه العملة والسوق من هذا التحول على الرغم من التوقعات الإيجابية لبعض المحللين. لذا؛ فإن اتخاذ الحيطة في هذا الوقت مهم، خاصة وأن مثل هذه العمليات يسبقها ويتبعها تذبذبٌ كبير. ولذا كن حذراً في استثمارك وتذكر: “لا تستثمر ما لا تحتمل خسارته”.
مقالات ذات صلة
اشترك معنا!
لتصلك بزنس Shot ساخنةً صباح كل اثنين