نشاهد جميعاً بعض الفيديوهات والمنشورات التي تحقق ملايين من المشاهدات والمشاركات على مختلف المنصات. 

فما الذي يجعل من محتوى هذه الفيديوهات أو المنشورات محتوىً قابل للانتشار بهذا الشكل؟ 

 

يسمى المحتوى الذي يحقق انتشاراً واسعاً ضمن شبكة الإنترنت بـ “المحتوى الفيروسي”Viral content. 

والمحتوى الفيروسي هو المحتوى الذي يتم عرضه على شبكة الإنترنت ويحقق انتشاراً واسعاً وسريعاً بين أوساط الجمهور بسبب المشاركات التي يقومون بها، ويصبح لهذا المحتوى أفضلية الظهور في محركات البحث.  

وانتشار هذا المحتوى بشكل فيروسي يساعد على الوصول إلى عدد أكبر من الناس وفئات أخرى مختلفة عن جمهورك المستهدف الحالي. كما أن المحتوى الذي ينتشر بشكل فيروسي يبقى في أذهان الناس ويؤثر على قراراتهم تجاه علامتك التجارية. 

 

ما المواضيع التي يمكن لمحتواك أن يتضمنها؟ وما الأشكال التي من الممكن أن يتخذها؟ 

يمكن لمحتواك الذي تعمل على بنائه أن يكون تعريفاً بمنتج أو خدمة تقدمها شركتك، أو عرضاً لإحدى القيم التي تتبناها، أو تسليطاً للضوء على قضية إنسانية تدعمها، أو محتوى معرفياً حول موضوعِ ما يتعلق بهويتك ومشروعك. 

يتخذ المحتوى أشكالاً متعددة ولا يقتصر على الفيديو فقط، فقد يتمثل أيضاً في صورٍ وتصاميم، أو مخططات توضيحية، أو مقالات مكتوبة أو صوتية، أو تقارير دورية، أو مجموعة عبارات بسيطة. 

 

كيف يمكن للمحتوى أن يحقق انتشاراً فيروسياً؟ 

يعتمد المحتوى الفيروسي في الحقيقة على ردود فعل الجمهور وآرائهم الشخصية حول المحتوى واتخاذهم لقرار النشر والمشاركة مع الآخرين، لذلك من الصعب التأكد مما إذا كان محتواك سيحقق الانتشار الفيروسي أم لا، ولكن بإمكانك أن تتخذ بعض الخطوات التي تساعد على جذب انتباه الجمهور وترفع من احتمالية مشاركتهم للمحتوى، نذكر من أهم هذه الخطوات: 

1. معرفة جمهورك المستهدف: من المهم معرفة نقاط الألم لدى جمهورك المستهدف والتفاصيل الصغيرة التي قد تدفعهم لمشاركة محتواك بشكلٍ طوعي والتفاعل معه، ثم إنشاء المحتوى بناءً على نقاط الألم هذه. 

2.  بناء الرابط العاطفي: بحسب دراسة نشرت في Journal of Marketing Research فإن المحتوى الذي يثير المشاعر لدى الناس احتمالية انتشاره أكثر بنسبة 28%. فكّر بالطريقة التي ستجعل جمهورك المستهدف يرتبط بمحتواك عاطفياً. 

3. المحتوى المناسب للقناة المناسبة: يختلف أسلوب بناء محتوى لعرضه على اليوتيوب تماماً عن أسلوب بنائه لعرضه على منصة الإنستغرام أو الفيسبوك أو غيرها. لذا قم بتحديد القناة التي ترغب بنشر محتواك عبرها واختر أسلوب بناء المحتوى الأنسب لها. 

4. اهتم بالعنوان الرئيسي: فهو ما سيجذب الجمهور لمشاهدة محتواك، من المهم أن يكون العنوان جذاباً وحقيقياً وواضحاً ويمس اهتماماتهم.  

5. المقدّمة: تحدد مقدمة المحتوى ما إذا سيكمل القارئ أو المشاهد الاطلاع على محتواك أم لا، لذا اهتم بالمقدمة وأسلوبها، واستخدم جملاً قصيرة فهي تجذب الجمهور للمتابعة بنسبة 58% أكثر من غيرها وفقاً للدكتور جون موركس John Morkes الخبير في مجال المحتوى. 

6. اجعل محتواك مرئياً قدر الإمكان: يمكنك تحويل محتواك إلى أشكالٍ تخطيطية أو صور توضيحية أو تصاميم أو فيديوهات أو غيرها من الوسائل المرئية. اختر الوسيلة الأنسب لمحتواك. بحسب Skyword فإن ضم صورة واحدة على الأقل إلى محتواك يجعله أكثر قابلية للمشاهدة بنسبة 94% على منصات التواصل الاجتماعي. 

7. تابع أبرز المواضيع: اهتم بمعرفة المواضيع التي يضج بها عالم الانترنت بشكل يومي، ما الاتجاهات الحالية؟ ما المواضيع التي يبحث حولها الناس؟ وكيف يمكنك الاستفادة منها عند تقديم محتواك. 

8. اسأل نفسك: هل المحتوى يعزز من قوة عملتي الاجتماعية؟ العملة الاجتماعية social currency هي القيمة المرتبطة بحضور علامتك التجارية ومحتواها على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تدفع الناس للارتباط بها ومشاركة المحتوى الخاص بها. نحن نهتم بالحصول على المحتوى الذي نظن أن له قيمة تجعلنا نظهر بمظهر جيد (أذكياء أو مرحين) عندما نشاركه (ننفقه) مع الآخرين. 

 

في النهاية، لا تجعل من انتشار محتواك بشكل فيروسي هو هدفك الأول والوحيد، لأن ذلك قد يدفعك لإنتاج محتوى غير متعلق بهويتك وطبيعة عملك، بل قدّم محتوى قيّماً واعمل على تطبيق التقنيات المساعدة على انتشاره فيروسياً، فإن تحقق انتشاره كان ذلك جيداً، وإن لم يتحقق فسيبقى لديك محتوى قيّم تقدمه لجمهورك الحالي.