الفلوس تروح وتجي.. أهم شي الصحة!
دفعت الجائحة العديد من الناس لإعادة التفكير في أسلوب حياتهم وقراراتهم، وعلى ما يبدو فإن إعادة النظر في نوعية طعامهم كان من أبرزها. فقد شهدت الأغذية العضوية ارتفاعاً كبيراً في المبيعات عالمياً بحسب تقرير شركة Ecovia للأبحاث.
ففي الولايات المتحدة مثلاً، حققت مبيعاتُ هذه الأطعمة رقماً قياسياً العام الماضي بنسبة نمو تتجاوز 12%، لتشكّل الآن 6% من إجمالي مبيعات الغذاء في الدولة. أما في أوروبا، فقد أعلنت كبرى الشركات أنَّ مبيعات الأطعمة العضوية لديها زادت بنسبةٍ تصل إلى 40%.
لقد فرض الوباء قيوداً ماليةً على كثير من الأسر، مما دفع العديد للتساؤل عن سر هذا الإقبال على منتجاتٍ تعتبر باهظة الثمن نسبياً.
الفلوس تروح وتجي.. أهم شي الصحة!
زاد الوعي الغذائي -خصوصاً بين أفراد جيل الألفية- بشكلٍ ملحوظ خلال السنوات الماضية وتسارعت وتيرته خلال الجائحة. فعلى سبيل المثال، زاد ذكر كلمة “مناعة” في سياق الحديث عن الغذاء بنسبة 27% خلال العام الماضي، في الوقت الذي كثر الحديث عن أهمية المناعة في مقاومة فيروس كورونا والعديد من الأمراض الأخرى.
ترتبط علامة “عضوي” ذهنياً لدى كثيرٍ من المستهلكين بالأطعمة الآمنة والصحية، وعلى ما يبدو فإنهم مستعدون لدفع الفرق الكبير بالسعر مقابل راحة البال.
هل سيستمر الإقبال مستقبلاً؟
يتوقع الخبير التجاري “فِن كاتل” أن الإقبال على الأغذية العضوية هو أحد التغيرات السلوكية التي ستبقى بعد الجائحة، كما توقع تقرير Ecovia أن هذا القطاع سيشهد ازدهاراً ونمواً ملحوظين في السنوات القادمة. لكن على الرغم من ذلك، مازالت المنتجات العضوية تواجه العديد من التحديات التي قد تحدّ من انتشارها وقدرتها على التوسع ومنافسة المنتجات التقليدية.
1- هل يغطي الإنتاج الطلب المتزايد؟
تشكل أراضي الزراعة العضوية حوالي 1.5% فقط من إجمالي حجم الأراضي الزراعية في العالم. وتعاني الزراعة العضوية من أن متوسط عائدها yield-to-land يقل عن الزراعة التقليدية بحوالي 25% ما يعني أن منتجاتها تستهلك مساحةً زراعية أكبر من المنتجات التقليدية.
2- مشاكل الحفظ والتخزين
عدم استخدام المنتجات العضوية لموادَّ حافظة يجعلها عرضةً للفساد بشكلٍ أسرع من المنتجات التقليدية، خاصةً نتيجة التقلبات الحرارية. دفع هذا الأمر العديد من المزارع إلى الاكتفاء بتصدير منتجاتها إلى أسواقٍ محلية وعدم المخاطرة بشحنها لمسافاتٍ طويلة.
3- الإنتاج الضخم بتكلفةٍ أقل
يُعد هذا تحدياً آخر، حيث يستخدم السوق التقليدي العديد من التقنيات الحديثة والمواد التي – على الرغم من تقليلها من جودة المحصول الزراعي وأثرها الصحي على المدى الطويل – توفر الكثير من التكلفة وتمكنها من تصنيع أضعاف المنتجات مقارنةً بسوق المنتجات العضوية.
الصورة الكلية
قد ترسم التحديات صورةً مظلمةً بعض الشيء لقطاع الزراعة العضوية إلا أن الصورة المستقبلية تبدو إيجابية، فزيادة الطلب عنصرٌ أساسي في دفع العديد من الشركات الضخمة للاستثمار في تقنياتٍ ترفع من كفاءة إنتاج الأراضي الزراعية العضوية. إضافةً إلى ذلك، قد يؤدي تشجيع الحكومات ودعمها لهذه القطاعات بغرض تحفيز الممارسات البيئية المستدامة ومحاربة الاحتباس الحراري إلى رفعِ قدرة القطاع وتشجيعِ مُصنِّعي المنتجات التقليدية على تحويل جزءٍ من زراعتهم إلى زراعة عضوية.
مقالات ذات صلة
اشترك معنا!
لتصلك بزنس Shot ساخنةً صباح كل اثنين