2022: معاناة نتفلكس وتسلا والبيض!

لم يكن تعامل عام 2022 لطيفًا مع عالم الأعمال وأسواق الأسهم، فرغم إعلان الكثير من الدول انتهاء أزمة كورونا بشكل رسمي إلاَّ أنّ تداعياتها لا تزال قاسية على الاقتصاد العالمي.

على سبيل المثال، انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 20٪ هذا العام بينما يتوجه مؤشر ناسداك نحو أسوأ أداء له منذ عام 2008! كما ارتفعت نسبة التضخم إلى مستويات قياسية في عدد من الدول، ووصلت نسبة الفائدة إلى أعلى مستوى لها منذ حوالي 40 سنة.

فيما يلي بعض أبرز القطاعات والشركات التي عانت بشكل جديّ خلال العام الماضي:

 

البيض يصبح من الكماليات

ارتفعت أسعار الكثير من المنتجات الغذائية العام الماضي، لكن البيض استطاع أن يتربّع بلا منازع على قائمة هذه المنتجات حيث ارتفع سعره بما يقارب 49% بحسب بيانات دائرة إحصائيات العمّال الأمريكية. يعود ذلك بحسب الخبراء إلى ثلاثة عوامل رئيسية:

  • التضخّم وارتفاع أسعار الطاقة ممّا أدّى إلى ارتفاع تكاليف التشغيل.

  • حمّى الطيور التي انتشرت في أماكن كثيرة بين الدجاجات البيّاضة.

  • زيادة الطلب وانخفاض العرض.

 

“تِسلا” وغرور ماسك

انخفضت أسهم تسلا بنسبة 70% خلال عام 2022 ممّا انعكس سلباً على ثروة رئيسها التنفيذي إلون ماسك، حيث خسر 140 مليار دولار خلال عام واحد!

يعزو البعض الانخفاض الهائل في سعر أسهم تسلا إلى استحواذ ماسك على تويتر بأكثر من ضعف قيمتها السوقية وما تلا ذلك من أزمات ومواقف مثيرة للجدل تسببت بضعف ثقة المستثمرين به. أضف إلى ذلك توقعات حدوث ركود اقتصادي كبير في عام 2023 وما سيتبعه من انخفاض هائل في قوّة المستهلكين الشرائية.

 

ديزني ونتفلكس..سنة سيّئة ومستقبل أسوأ!

خسرت شركات الإعلام والبث الرقمي مليارات الدولارات من قيمتها السوقية في عام 2022، إثر انحسار أعداد المشتركين والأزمة التي يعاني منها قطاع الإعلانات بشكل عام.

من أكثر هذه الشركات تأثّراً ديزني التي تمر حاليّاً بعدد من التغيرات الجذرية في استراتيجيتها وهيكليتها التنظيمية، حيث خسرت حوالي 45% من قيمتها السوقية بينما هبطت أسهم شركتها الأم Warner’s Brothers حوالي 60%.

إن زيادة أعداد شركات البث الرقمي والتنافس الشرس بينها زاد من انتقائية المشتركين ودفع العديد منهم إلى التخلي عن بعضها خاصة ضمن الظروف الاقتصادية الحالية. ولذلك يتنبّاً عدد من الخبراء بأن القطاع يواجه مفترق طرق وأن زيادة عدد المشتركين أصبح بمثابة تحدٍ في غاية الصعوبة.

ولمواجهة ذلك، يشير البعض إلى احتمالية اندماج عدد من مقدمي الخدمة في المستقبل القريب، وظهور ما يسمى باتفاقيات حزمة الاشتراكات الموحّدة Bundle Subscriptions في عام 2023.

من غير الواضح مدى استمراريةّ هذه الأزمة وتأثيرها على “البيض ونتفلكس وتسلا”، ولكن التدبير لاحتمالية استمرار الأزمة لا يعني عدم التفاؤل بانحسار هذه الموجة قريباً.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اشترك معنا!

لتصلك بزنس Shot ☕ ساخنةً صباح كل اثنين