غيّر ترتيب معادلاتك.. وخذ أرباحك أولاً!
8 من كل 10 شركات ناشئة تفشل.. والسبب الأول في فشلها هو عدم تحقيق الربحية!
بعد أن لاحظ الكاتب مارك ميكالوفيتش أن أغلب الشركات الناشئة تتوسع بشكلٍ متسارع على حساب أرباحها لتغدو بسرعة شركاتٍ ضخمة لكنها في الحقيقة فاشلة! قام بتغيير معادلة حساب الأرباح من:
المبيعات – المصاريف = الأرباح
إلى:
المبيعات – الأرباح = المصاريف
يُجبِرنا قلبُ المعادلة على أنْ نعطي الأرباح أولويةً ونضعها جانباً قبل أن نستخدم باقي الدخل في المصاريف، بدلَ أن نعطي الأولوية للمصاريف ونترك “ما تبقى” لخانة الأرباح.
تغيير بسيط في ترتيب المعادلة له أثرٌ كبيرٌ جداً على طريقة تعاملنا في الإدارة المالية.
لماذا؟.. لأننا بشر
وبالتالي هناك عواملُ كثيرةٌ جداً تؤثر على سلوكياتنا المالية والكثير منها نفسي، والكثير منها له علاقةٌ بانطباعاتنا عن مدى السيولة التي نملكها في هذه اللحظة بعض النظر عن الواقع، فمثلاً عند النظر إلى حسابي البنكي بعد أن تصلني حوالةٌ كبيرة من عميل قد يتكون لدي الانطباع التالي: أنا أدير عملاً رابحاً (لدي سيولة في البنك) ويمكنني التوسع (استئجار مكتب أكبر، توسيع فريق العمل..الخ)، بينما الحقيقة هي: عندي أقساطٌ ستترك لي بعد أسبوعين نصفَ هذا المبلغ فقط وأنا أتوسع الآن على حساب أرباحي.
بعيد عن العين، بعيد عن الخاطر..
لكي نعكس هذه المعادلة بشكلٍ عملي على واقع تعاملاتنا المالية، ينصحنا مارك بفتحِ حسابٍ بنكي خاصٍ بالأرباح وتحويلِ نسبةٍ من أيّ دخلٍ نقدي إليه بشكل فوري. هكذا لن نضطر إلى تغيير عادتنا في “الصرف بحسب السيولة” بل سنُبعِد الأرباحَ عن نظرنا ونتصرف بشكلٍ طبيعي فيما تبقى.
يترتب على إعطاء الأولوية للأرباح الكثير من التداعيات الإيجابية ومن أهمها:
1) رفع الكفاءة في الإنفاق:
ببساطة قارن تعاملك مع أنبوبة معجون الأسنان عندما تكون ممتلئة بمحاولاتك الجاهدة للتقنين في استخدامها واستخلاص آخر قطرة ممكنة منها عندما تقارب على النفاذ. وضعُ المربح جانباً في كل مرةٍ تستلم فيها أيَّ مبلغٍ نقدي يجبرك على تقنين تكاليفك والابتكار في تقليصها كي تتمكن من التوسع دون المساس بأرباحك.
2) التوسع بشكل متوازن:
يدفع “وهم السيولة المالية” الكثيرَ من المشاريع إلى التوسع بشكلٍ غير متوازن والجري خلف حلم بناء امبراطورية حتى لو كانت “خاسرة”. في المقابل، يُجبرنا وضع الربح أولاً على التوسع بشكلٍ متناسب مع نجاحنا وكفاءتنا، وعلى معالجة أيّ مشكلاتٍ تواجهنا بدلاً من الهروب منها والتوسع أملاً في تحقيق الأرباح لاحقاً.
غيِّر ترتيب معادلاتك..
المعادلة أعلاه تنطبق على أي هدفٍ نريد تحقيقه بمواردَ محدودة:
راتبي – مصاريفي = مدخراتي
أمْ
راتبي – مدخراتي = مصاريفي
…………….
تركيزي – وسائل التواصل الاجتماعي = ما تبقى للتركيز على أولوياتي
أم
تركيزي – العمل على أولوياتي = ما تبقى لوسائل التواصل الاجتماعي
كلُّ ما تترك له بقايا وقتِك/ تركيزِك/ مالِك لن ينمو إلا بشكلٍ عشوائي، وقد يتضرر ويضيع في سبيل كمالياتٍ لا تهمك في الحقيقة.. إذا لم تُغيّر ترتيب معادلاتك.
* يطرح المقال صورةً مبسطة عن نظرية الكاتب بهدف إيصال الفكرة العامة التي تتفاوت صحّةُ تبنيها باختلاف الظروف، ويمكن الاطلاع عليها بشكلٍ أكثر تفصيلاً في كتابه:
https://www.amazon.com/Profit-First-Transform-Cash-Eating-Money-Making-ebook/dp/B01HCGYTH4
مقالات ذات صلة
اشترك معنا!
لتصلك بزنس Shot ساخنةً صباح كل اثنين