منصات استثمار لمن لا يعرف الاستثمار!
هل يخيفك عالم الاستثمار؟.. اطمئن فلست وحدك!
غالباً ما يبدو عالم الاستثمار معقداً ومخيفاً خاصةً لغير المتخصصين، مما يجعلنا نلجأ للاحتفاظ بأموالنا في حسابٍ جارٍ مخصصٍ “للتوفير” – ونحن نعلم يقيناً أنَّ أموالنا تخسر قيمتها مع الوقت بفعل التضخم – خوفاً من أن ندخل في استثمارٍ نخاطر فيه بخسارة “شقى عمرنا” أو لأننا لا نملك الوقت الكافي لاكتشاف هذا العالم والتجول فيه بأمان.
ومن هنا ولد المستشار الاستثماري الآلي Robo-Advisor، والذي تم إطلاقه لأول مرة في 2008 خلال الأزمة المالية العالمية من شركة بِترمِنت Betterment والتي أصبحت اليوم أكبر “مستشارٍ آلي” في العالم.
ما هو المستشار الآلي Robo-ِAdvisor؟
هو خاصيةٌ ضمن منصاتٍ استثمارية تشبه خاصيةَ الطيار الآلي إلى حدٍّ ما، حيث يقوم بأعمال الاستثمار بشكلٍ تلقائي بناءً على محدِّداتٍ معينة تمت برمجته عليها (مؤشرات استثمارية، تذبذب الأسعار، وغيرها) من خلال هذه الخطوات:
(1) سؤال المستثمر عدة أسئلة تتضمن:
- العمر
- مدة الاستثمار
- شهية المخاطرة
(2) عرض اقتراحات لتوزيع استثمارات الشخص بناءً على المدخلات وأهداف الاستثمار. فمثلاً، إذا كانت شهية المخاطرة لدى المستثمر عاليةً جداً فسيقترح المستشارُ الآلي الاستثمار في أصولٍ مالية أعلى خطورةً مثل الأسهم والعملات الرقمية.
(3) البدء بالاستثمار بناءً على النسب التي تمت الموافقة عليها (مثال: 60% أسهم و 40% سندات) وإعادة موازنة هذه النسب في حال زاد بعضها عن الحد المسموح.
بماذا يختلف عن المستشار المالي (البشري)؟
الاختلاف الأساسي هو في “التعامل المباشر” فبدل التواصل عن طريق تطبيقٍ أو موقع والحصول على خطةٍ استثماريةٍ فورية، عادةً ما يكون التواصل مع المستشار المالي البشري لتحديد الأهداف مباشراً ومستمراً، وقد يستغرق وضعُ خطةٍ استثمارية عدة أسابيع.
مميزات المستشار الآلي الاستثماري
1- تكلفته أقل بفارقٍ ملحوظ.
2- يتيح بدء الاستثمار بمبالغ بسيطة قد لا تتعدى الـ 500 دولار، بينما يتطلب المستشار المالي – الذي تكون رسوم خدماته على شكل نسبة – رأس مالٍ عالياً نسبياً يصل إلى الملايين أحياناً.
3- لا يحتاج البدء إلى معرفةٍ كبيرةٍ بالاستثمار ولا يستغرق تأسيس الحساب عادةً وقتاً طويلاً.
4- يمثل خياراً أفضل في حال كانت استراتيجية الاستثمار بسيطة كوضع مبلغٍ استثماري شهري مستمر في أسهم معينة.
عيوب المستشار الآلي الاستثماري
1- يفتقر إلى قدرٍ من المرونة في تحديد أهداف المستثمر التي قد تتغير بشكلٍ مستمر، بالإضافة إلى محددات الخطورة التي تختلف من شخص لآخر.
2- قد لا يستطيع التعامل مع الأهداف المعقدة وربطها مثل المستشار المالي، خاصةً وأنَّ بعض الأهداف الاستثمارية تكون أحياناً جزءاً من خطةٍ شاملة تتضمن محدداتٍ أخرى مثل الضرائب، التأمين، صناديق التقاعد ودراسة المستوى المعيشي المطلوب لكل مستثمر.
3- صعوبة تخطي متوسط عوائد السوق. إذ يتم تصميم المستشار الآلي عادةً لمحاكاة استراتيجياتٍ قريبة من الأداء العام للسوق، ولا يزال بحاجةٍ لإضافة قدراتٍ معقدةٍ إليه لتحقيق أرباحٍ أفضل.
4- الحاجة لفتح حساباتٍ إضافيةٍ منفصلة مخصصةٍ لأصولٍ استثمارية معينة -مثل العملات الرقمية أو الاستثمارات العقارية وغيرها- مما يجبر المستثمر على متابعة استثماراته في أكثر من مكان.
الصورة الكلية
ربما لم تبلغ تقنية المستشار الآلي مستوىً يؤهلها لتحل محل المستشار المالي البشري بعد، لكنها في تطورٍ مستمر. وقد اقترح البعض أن تكون مكملةً للمستشار المالي بدل منافسته، بحيث تتيح تقديم خدمات إدارة الاستثمارات إلى شريحةٍ أوسع من المستخدمين ممن لا يملكون الخبرة أو رأس المال الكافي لتعيين مستشارٍ مالي، وتساهم في رفع مستوى الثقافة المالية وتوفير سيولةٍ أكبر في أسواق الاستثمار.
مقالات ذات صلة
اشترك معنا!
لتصلك بزنس Shot ساخنةً صباح كل اثنين