نيسان ورينو أصبحا متساويين

بعد محادثاتٍ استمرت لأكثر من 4 أشهر، أعلن عملاقا صناعة السيارات نيسان Nissan ورينو Renault عن تعديلات جذرية على بنود تحالفهما التاريخي: وافقت رينو على تقليص حصتها في نيسان من 43% إلى 15% لتساوي بذلك حصة الشركة اليابانية في رينو وتصبح الشركتان متكافئتان في عملية اتخاذ القرار.

 

التحالف التاريخي

بدأ التحالف في مارس من عام 1999 بمبادرة من الرئيس التنفيذي آنذاك لوي شوايتز Louis Schweitz. كانت نيسان حينها تعاني من تراكم الديون، وانخفاض المبيعات وخسائر استمرت لمدّة 3 سنوات متتالية، بينما كانت رينو تحاول جاهدة الدخول إلى السوق الآسيوية.

قامت رينو  بشراء حصة “مسيطرة” في نيسان وإرسال أحد مدرائها التنفيذيين “كارلوس غصن” إلى اليابان والذي أصبح يعرف “بعرّاب التحالف”. قام غصن بإغلاق عدد من المصانع المحلية التابعة لنيسان وتسريح أكثر من 21 ألف موظف. وبحلول عام 2000 تمكّن غصن من إعادة الربحية لنيسان لتشكّل عائداتها أكثر من نصف عائدات رينو في نهاية العام.

واصل التحالف نموّه ليحقق في عام 2017 أكبر أرباح تشغيلية في تاريخه، حيث استطاع التحالف بيع أكثر من 3.76 مليون وحدة. لكن بعد اعتقال المدير التنفيذي لنيسان في عام 2018 بدأت المبيعات بالانخفاض وكان على التحالف أن يواجه أكبر تحدٍ له منذ إنشائه.

 

الاستعداد لمعركة السيارات الكهربائية!

مع مرور الوقت، أصبحت نيسان تشعر بالغبن بسبب بنود التحالف، حيث أنّ إنتاجها يفوق إنتاج رينو بمراحل بينما تحصل الشركة الفرنسية على نصيب الأسد من الأرباح! ومع اتجاه العالم نحو تبنّي السيارات الكهربائية، كان لا بد على التحالف ترتيب الأوراق الداخلية، خاصّة أن رينو باتت حريصة على استغلال خبرات نيسان ومواردها في صناعة السيارات الكهربائية حيث تعتبر الأخيرة رائدة في مجال صناعة السيارات الكهربائية بإنتاجها أول سيارة كهربائية ناجحة في العالم (Leaf).

 

الصورة الكلية

يحتّم التعقيد الموجود في عالم الأعمال اليوم على الشركات الناجحة التعاون – حتى مع أشد منافسيها – من أجل النجاة والاستمرار ضمن بيئة تنافسية تحتّم عليها الابتكار والتجديد المستمرين. فكما هو واضح من قصة تحالف نيسان ورينو، للتحالفات التجارية فوائد كثيرة تعود بالنفع على كافّة الأطراف، من أهمّها:

 1- تخفيض التكاليف

2- تحقيق أهداف مشتركة

3 الدخول إلى أسواق جديدة

4- تحسين خدمة العملاء

5- مواكبة التغيرات السريعة في السوق.

6- توليد حلول أعمال مبتكرة

الشركات التي ترفض التعاون أو تختار النمط الخاطئ معرضةً لخطر التخلف عن الركب وخسارة السباق القائم ولو كانت هي الأقوى.

لم يعد البحث عن فرص للتعاون خياراً في عالمنا اليوم، فالبقاء اليوم هو للأكثر مرونةً انفتاحاً على التعاون.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اشترك معنا!

لتصلك بزنس Shot ☕ ساخنةً صباح كل اثنين