مارلبورو..من بيع السجائر لبيع الأدوية!

أعلن المدير التنفيذي لشركة فيليب موريس العالمية Philip Morris International والمصنعة لسجائر مارلبورو الشهيرة خارج الولايات المتحدة أنَّ الشركة تعتزم إيقاف بيع السجائر بشكلٍ كلي في المملكة المتحدة خلال 10 سنوات من الآن،  بل ودعى الحكومة إلى منع بيعها في البلاد!

يُذكر أن هذه الشركة منفصلةٌ عن شركة فيليب موريس الأمريكية Philip Morris USA والتي لايظهر أنَّ لديها نفس الرغبة في عمل ذلك!

تأتي هذه الخطوة ضمن خطةٍ تضعها الشركة للتحول بشكلٍ كامل من إنتاج السجائر التقليدية بعد الهبوط الملحوظ في مبيعاتها عالميا.

 

 

استراتيجية التحول

“نصمم مستقبلاً خالياً من التدخين”.. بهذا الشعار أعلنت شركة فيليب موريس العالمية عن استراتيجيتها الجديدة بأن تصبح منتجاتها خاليةً من السجائر التقليدية تماماً. ويبدو أنَّ الشركة جادةٌ في هذا القرار، حيث استثمرت ما يزيد عن 8 مليار دولار إلى اليوم للوصول إلى هذه الغاية وتحقيق هدفها بأن تشكل مبيعاتها من المنتجات الأخرى أكثر من 50 بالمئة من إيراداتها بحلول عام 2025.

فما هي هذه الاستثمارات التي تعول عليها الشركة؟

• سجائر ليست بسجائر! 

وهي المنتجات البديلة الوحيدة التي تعتمد عليها الشركة حالياً على الأقل، والتي تروِّج لها على أنها بدائل “صحية” لمساعدة المدخنين في الإقلاع عن التدخين.

حيث طرحت الشركة (1) جهازاً أطلقت عليه اسم IQOS يعتمد على تسخين التبغ بدل حرقه بالإضافة إلى (2) مجموعةٍ من من السجائر الإلكترونية والتي تعتمد على تسخين سائلٍ يحتوي على النيكوتين.

• من بيع الداء لبيع الدواء!  

مالبثت الشركة أن أعلنت بداية هذا الشهر عن توقيع اتفاقيةٍ للاستحواذ على شركة الأدوية الدنماركية Fertin Pharma المختصة بتصنيع المكملات الغذائية بقيمة 820 مليون دولار، حتى أعلنت بعد أيام عن استحواذها على شركة الأدوية البريطانية Vectura المختصة بتصنيع أجهزة علاج مشاكل التنفس بـقيمة 1.39 مليار دولار!

• الحشيش! 

لمَّح الرئيس التنفيذي للشركة في مقابلةٍ مع بلومبريج عن نيته دخول سوق المارجوانا (أو البانجو كما يعرف في عددٍ من البلاد العربية). فبحسب مركز أبحاث جراند فيو من المتوقع أن يتجاوز حجم السوق العالمي للمارجوانا 70 مليار دولار بحلول عام 2028 بنسبة نموٍّ سنويةٍ تراكمية تتجاوز 26%.

يُذكر أنَّ عدداً من الدول قررت تشريع استخدام هذا المخدر مؤخراً (مثل كندا، المكسيك، جنوب أفريقيا وغيرها) بينما تتوالى الضغوط الشعبية في عددٍ من الدول لأخذ هذا المنحى بعد أن أظهرت التقارير عدة فوائد طبية لهذا النبات.

 

ما هو الدافع لهذا التغيير؟

لا يُتوقع من أكبر شركات بيع السجائر في العالم والتي حققت صافي إيراداتٍ يقارب 30 مليار دولار في 2020 أن تقرر التخلي عن هذا القطاع المربح ولأسبابٍ صحية بعد عقودٍ من الإصرار على بيعها! ولكن يبدو أن الموضوع له مبرراتٌ تتعدى السبب الذي تدَّعيه الشركة:

• الحرب على السجائر

قد يكمن السبب الأول خلف هذا القرار في أنَّ الحرب على السجائر – وخاصة السجائر التقليدية التي مثَّلت 76٪ من صافي إيرادات الشركة في 2020 – بدأت تشتدُّ في السنوات الأخير نتيجةً للضغوطات التي تتعرض لها الحكومات من قبل النشطاء، وهو ما تجلى على سبيل المثال في تقييد الأماكن التي يُسمح فيها بالتدخين ورفع الضرائب على شركات بيع التبغ لخفض ربحيتها.

• الوعي الصحي

 لا شك أنَّ زيادة الوعي الصحي لدى المستهلكين  بالأمراض المرتبطة بالتدخين كالسرطان وغيرها جعل شركات بيع السجائر تدرك أنَّ وجودها هو مسألة وقتٍ لا أكثر.

• قراءة السوق واستشراف المستقبل

يتمثل الشق الآخر من المعادلة في رؤية شركة فيليب موريس العالمية أنَّ سوق البدائل الصحية للسجائر -سواء كانت منتجاتٍ بديلةً أقلَّ ضرراً من السجائر أو منتجاتٍ لمساعدة المدخنين على الإقلاع- هو سوقٌ صاعد وأرضٌ خصبةٌ لجني الأرباح، لذا فدخولها المبكر لهذا السوق والاستحواذ على نصيبٍ منه أمرٌ في غاية الأهمية.

 

ماذا يعني هذا لي؟

إن كنت مدخناً فقد يكون هذا الخبر محفزاً لك للبدء بالإقلاع عن التدخين واستخدام الوسائل الحديثة للتخفيف من آثار أعراض انسحاب التدخين، لأنه قد يأتي يومٌ ستكون مجبراً على الإقلاع عنه!  ?

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اشترك معنا!

لتصلك بزنس Shot ☕ ساخنةً صباح كل اثنين