هل نتخلّى عن خمر الصالحين؟!
هل أنت واحدٌ من الذين ينفقون 20 أو حتى 30 ريالاً يومياً للاستمتاع بقهوتك الصباحية اللذيذة؟ استعد إذاً فقد تضطر لدفع المزيد في المستقبل القريب!
ارتفعت أسعار القهوة عالمياً لأعلى مستوى لها منذ 10 سنوات، فزاد سعر بُنِّ أرابيكا الفاخر -النوع الذي يستخدمه ستاربكس على سبيل المثال- 100% منذ يناير العام الماضي.
هناك أسبابٌ كثيرة ساهمت في هذا الارتفاع، منها التضخم وأزمة خطوط الانتاج، ولكنَّ العاملَ الأهم والذي يتجاهله الكثيرون هو المناخ.
لقد عانت البرازيل التي تعتبر أكبر مصدر للقهوة في العالم من جفافٍ وظروفٍ مناخية قاسية خلال العام الماضي تسببت في إتلاف محاصيل القهوة، وبحسب الخبراء فإن هذه الظروف قد تستمر خلال العامين المقبلين.
الكاجو والأفوكادو والقهوة!
رسمت دراسةٌ نُشرت مؤخراً في مجلة PLoS One العالمية المُحكَّمة مستقبلاً قاتماً لثلاثةٍ من أطعمة جيلنا المفضلة: الكاجو، الأفوكادو، والقهوة. حيث أظهرت الدراسة أنَّ وضع هذه المنتجات سيكون مختلفاً تماماً خلال الثلاثين سنة القادمة، حيث سيقلُّ عدد المناطق التي تصلح لزراعة هذه المحاصيل في عام 2050.
وبحسب الدراسة فإن الخاسر الأكبر من بين هؤلاء الثلاثة هو البن! حيث ستضرب آثار التغير المناخي جميع المناطق الرئيسة لزراعته.
هذه الأطعمة الثلاثة ليست الوحيدة، فقد بدأت حالات الجفاف والعواصف التي كانت نادرة في السابق تكثر في العديد من المناطق الزراعية مؤثرةً على قدرة المزارعين على التنبؤ بها والاستعداد للتعامل معها، كما تسببت في ارتفاع أسعار العديد من المواد الغذائية.
ماذا يعني هذا لي؟
قهوتك الصباحية قد تكلفك الكثير في المستقبل القريب!
على الرغم من تطمينات عددٍ من شركات القهوة العملاقة مثل ستاربكس بأنها لا تخطط لرفع أسعارها قريبا، إلا أنَّ ارتفاع أسعار القهوة المستمر سيطال المستهلك النهائي عاجلاً أم آجلاً بحسب الخبراء. فقد بدأ ذلك فعلاً في الولايات المتحدة، حيث ارتفعت أسعار مبيعات التجزئة للقهوة بنسبة 6.3% العام الماضي.
الصورة الكلية
الاحتباس الحراري أو التغير المناخي هو الخطر الأكبر الذي يهدد صحة وحياة الإنسان. فالانبعاثات الكربونية وغيرها من الغازات الدفيئة لا تلوث الهواء الذي نتنفسه فحسب بل تتسبب في ظواهر مناخية شديدة بدأ العالم يشعر بها حالياً، من عواصف، وفيضانات وحرائق وغيرها. هذه الاضطرابات المناخية يتعدى أثرها إلى الزراعة مهدداً الأمن الغذائي العالمي.
على سبيل المثال وجد العلماء أن ارتفاع درجات الحرارة كان وراء انخفاض إنتاج الذرة في أفريقيا، كما حذروا أن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1 درجة مئوية عالمياً سيؤدي إلى انخفاض إنتاج الأرز – الغذاء الذي يعتمد عليه ثلث سكان العالم – بمقدار 10%.
بدأ العالم مؤخراً بمواجهة مشكلة التغير المناخي والاعتراف بها ولو على خجل. حيث أعاقت المصالح الخاصة وشركات النفط أي تغييرٍ حقيقي في هذا المجال لعقود مما أدى إلى تفاقم الظاهرة وحتى وصول العالم بحسب عدد من العلماء إلى نقطة اللاعودة!
إنَّ فشل العالم في إبطاء أو عكس هذه الظاهرة يعني أن نقص محصول القهوة في المستقبل قد يكون آخر مشاكلنا.
مقالات ذات صلة
اشترك معنا!
لتصلك بزنس Shot ساخنةً صباح كل اثنين