أسواق الدببة!

في أطول سلسلة خسائر متتالية منذ عام 2001، يواصل مؤشر S&P500 انخفاضه للأسبوع الثامن على التوالي، وبهذا يقترب المؤشر من دخول ما يسمى “سوق الدب” أسوةً بمؤشر ناسداك Nasdaq الذي انخفض بنسبة 26% منذ بداية العام حتى الآن. فما هو “سوق الدب” هذا؟

سوق الدب وسوق الثور!

سوق الدب Bear Market أو “السوق الهابط” هي الفترة التي تهبط فيها أسعار الأوراق المالية عادةً بنسبة 20% أو أكثر من أعلى قمة سعرية لها. دخول السوق في هذه المرحلة يشير عادةً إلى تشاؤم المستثمرين حيال مستوى أرباح الشركات، وأسعار الأسهم ومستقبل الاقتصاد بشكل عام.

أُطلق مسمى الدب على هذه الظاهرة نسبة للطريقة التي ينقض فيها الدب على فريسته، حيث يقوم عادة بتحريك مخالب يديه بقوة من الأعلى إلى الأسفل.  في المقابل، يرمي الثور قرونه إلى الأعلى عندما يهاجم فريسته، لذا أطلق مصطلح سوق الثور Bull Market على “السوق الصاعد” وهي الفترة التي تسجل مؤشرات الأسهم خلالها ارتفاعاً بنسبة 20% أو أكثر عن آخر قاعٍ سعري مسجل لها.

تشَّكلَ سوق الدب 17 مرة منذ الحرب العالمية الثانية في الولايات المتحدة، كان آخرها العام الماضي بفعل أزمة كورونا. تاريخياً، يعتبر سوق الدب في كثير من الأحيان إنذاراً لركود اقتصادي أو أزمة اقتصادية عالمية كما حدث في عشرينات القرن الماضي وفي بداية الألفية الجديدة، وهو ما يتوقعه عدد من الخبراء اليوم.

أسباب الهبوط

يعزو عدد من المحللين السبب الرئيسي للهبوط الحالي إلى الارتفاع الكبير في نسبة التضخم، حيث دفع ذلك عدد من المستثمرين لبيع كميات كبيرة من الأسهم لعدم ثقتهم بقدرة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على خفضها دون حصول أزمة اقتصادية عالمية على غرار عام 2008.  أيضاً، وبسبب ارتفاع نسب التضخم بشكل غير مسبوق منذ عقود في كثير من دول العالم، يتوقع المستثمرون أن البنوك المركزية ستتخذ إجراءات مشددة لرفع نسب الفائدة بشكل ملحوظ، مما سيكون له أثر سلبي على أسواق الأسهم وبعض الأسواق الأخرى ذات المخاطرة العالية.

كما أثرت الحرب الروسية الأوكرانية بشكل كبير على السوق، حيث يتشكل سوق الدب عادة استجابة للأزمات العالمية ذات التبعات الاقتصادية مثل ما حدث عام 2020 بفعل أزمة كورونا.

ماذا يعني لي هذا؟

من المهم توخي الحذر عند التداول في سوق الدب، حيث تتميز هذه الفترة بالتقلبات الكبيرة نتيجة لحالة الذعر التي يمر بها المستثمرون.   بغض النظر عن حالة السوق، تذكر دائماً أن تقوم بوضع خطة استثمارية واضحة ومدروسة، حيث قد تتسبب حالة السوق المتقلبة في دخول العديد من المستثمرين في حالة توتر تدفعهم لاتخاذ خطوات استثمارية عشوائية من غير تخطيط مسبق.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اشترك معنا!

لتصلك بزنس Shot ☕ ساخنةً صباح كل اثنين