إيلون ماسك يتلاعب بسوق العملات الرقمية مجدداً..
هذه المرة عن طريق برنامجٍ كوميدي
تأهب المستثمرون الأسبوع الماضي عندما أعلن البرنامج الكوميدي الأشهر في الولايات المتحدة Saturday Night’s Live أن إيلون ماسك سيقدم حلقة الأسبوع! كان أغلب المتحمسين لهذا الخبر من المستثمرين في عملة الدوج Doge Coin – هذه العملة التي بدأت كمزحة في البداية لكنَّ سعرها وصل إلى مستوياتٍ قياسية بعد التغريدات المستمرة لإيلون ماسك عنها – إذ كانوا يأملون أن يتجاوز سعر العملة الدولار الواحد بعد الحلقة. لكنَّ ما حدث كان عكس ذلك!
-“أنا متطلعة لهديتي في عيد الأم.. أتمنى فقط أن لا تكون دوج كوين!”
-“نعم إنها دوج كوين!”
هذه النكتة التي أعربت فيها والدة ماسك عن عدم رغبتها في تلقي دوج كوين كهدية ثم تظاهُر ماسك لاحقاً بعدم قدرته على شرح الدوج كوين كانت لها أصداءٌ سلبية على سوق العملة، حيث هبط سعرها إلى أقل من 0.45$ (بخسارةٍ تجاوزت 30%) في اليوم التالي!
دعم ايلون ماسك لعملة دوج كوين
بدأ دعم ايلون ماسك لهذه العملة “المزحة” في عام 2019 عندما غرد “قد تكون عملة الـ Dogecoin العملةَ الرقمية المفضلة لدي. إنها رائعةٌ حقاً!”. لم يتفاعل السوق بشكلٍ كبيرٍ حينها مع التغريدة، لكن في عام 2021 كثَّف ماسك دعمه مجدداً بشكلٍ غريب إذ غرَّد على سبيل المثال أنها ستكون أول عملةٍ رقمية تُرسل إلى الفضاء وأنَّ الـ”دوج” سينبح على القمر! أدَّى هذا الدعم إلى قفز سعر العملة بنسبة 12000% في ظرف بضعة أشهر!
لكن وبحسب محللين، فإن ايلون لا ينوي على الأغلب إيذاءَ العملة، فقد استمر في التغريد لصالحها بعد الحلقة مباشرةً واستطاع الدوج الارتفاع مجدداً ليصل لحدود 0.56$. كما ذكرت تقارير الجمعة الماضية تأكيدَ مطوري العملة أنَّ ماسك كان على تواصلٍ مستمر معهم منذ عام 2019 لبحث كيفية جعل العملة وسيلةَ دفعٍ أكثرَ كفاءة وأكثر استدامة من البتكوين. هذه التقارير قد تُفسّر “انقلاب” ايلون ماسك المفاجئ على بتكوين بعد يومين من عرض الحلقة.
الانقلاب على بِتكوين
أعلن إيلون في شهر فبراير أنَّ تسلا ستبدأ بقبول البتكوين كوسيلة دفعٍ لشراء سياراتها. كان لهذا القرار أثرٌ إيجابيٌ كبير على سعر العملة، إلا أنَّ ماسك فاجأ الجميع بتراجع الشركة عن هذا القرار في تغريدةٍ نشرها على حسابه بحجَّة أنَّ عمليات تعدين البتكوين تستهلك كمياتٍ كبيرةً من النفط الأحفوري مما يزيد من تلوث البيئة، وتسبب ذلك في هبوط سعر البتكوين قرابة 13% في نفس اليوم.
تفاعَلَ الكثير من المستثمرين مع قرار شركة تسلا وانقسموا بين مجموعتين: المجموعة الأولى شجعت تسلا على قرارها بسبب التخوفات من أنَّ زيادة الضغط على العملة سيولد حاجةً لزيادة التعدين واستهلاك طاقةٍ أكبرَ بكثير مما يؤدي إلى زيادة التلوث البيئي.
أما المجموعة الثانية فقد هاجمت تلاعب ايلون الواضح بالسوق لخدمة أجندةٍ شخصيةٍ دون أن يكترث بالأضرار المالية الكارثية التي قد تصيب كثيراً من المستثمرين الصغار. كما أعربت عن استغرابها من عدم معرفة إيلون ماسك بهذه المشكلة قبل استثمار شركة تسلا في البتكوين على الرغم من أنها مشكلةٌ يتم نقاشها منذ سنوات؛ وأشار البعض إلى دراساتٍ تُظهر أنَّ جزءاً كبيراً من الطاقة التي تستهلكها عملية التعدين هو من مصادر طاقة متجددة.. ومازالت هذه النقاشات محتدمةً حتى اللحظة.
الصورة الكلية
قد يدفع التذبذب الكبير والغريب في سوق العملات الرقمية وقدرةُ شخصٍ واحد مثل إيلون ماسك على التلاعب به البعضَ للظن بأنَّ العملات الرقمية قد لا تكون سوى “عملية نصب” أو فقاعةٍ ستنتهي بعد فترة من الزمن. وبينما قد تعطي الأحداث الأخيرة هذا الانطباع علينا أيضاً ملاحظة أنَّ سوقَ العملات الرقمية سوقٌ ناشئ إذا ما قورن بالأسواق الاستثمارية الأخرى وما زال لا يحظى بدعمٍ كبيرٍ من الحكومات. إنَّ تقبُّلَ المستثمرين وصناع القرار لهذه العملات في تزايدٍ مستمر، والعملَ على خلق حلول للمشكلات المصاحبة لها يجري بوتيرةٍ متسارعة، لذا وإلى أنْ يستقر هذا السوق، ينبغي توخي الكثير من الحذر عند دخوله وعدم الانجرار وراء دعوات الثراء السريع.
مقالات ذات صلة
اشترك معنا!
لتصلك بزنس Shot ساخنةً صباح كل اثنين