كيف ستؤثر أزمة الرقائق الإلكترونية على حياتك؟

شركات سيارات تغلق مصانعها.. 

أسعار الهواتف المحمولة ترتفع..

وحتى البلايستيشن 5 يختفي بمجرد نزوله في الأسواق!

فما هو الرابط بين كل تلك الحوادث؟ 

بكل بساطة: الرقائق الإلكترونية Semiconductors! فقد أعلنت العديد من شركات التصنيع العالمية التي تعمل في مختلف القطاعات مثل الهواتف المحمولة، الألعاب، السيارات، والأجهزة الكهربائية، عن خفض الإنتاج بسبب نقص الرقائق الإلكترونية وهي مكونٌ أساسي للعديد من الأجهزة التي نستخدمها في حياتنا اليومية.

 

كيف بدأت المشكلة؟

أزمة الرقائق الإلكترونية ليست مشكلةً جديدة، لكنها تفاقمت خلال جائحة كورونا من خلال تراكم عدة مشاكل في وقتٍ قصير منها:

1- اختلال العرض والطلب: في بداية الجائحة، اضطرت مصانع إنتاج الرقائق الإلكترونية إلى خفض إنتاجها بسبب انخفاض الطلب وإجبارها على الإغلاق التام بسبب قيود الحجر التي فُرضت في جميع أنحاء العالم. صحيحٌ أن قطاع السيارات مثلاً خفف أيضاً من استيراده للرقائق الإلكترونية بسبب قلة الطلب على السيارات، لكن العكس حدث عند صناع الأجهزة الإلكترونية، حيث ارتفع طلبهم على الرقائق بسبب إقبال الناس على الهواتف وأجهزة الكمبيوتر خلال هذه الفترة بشكلٍ كبير. تفاقمت المشكلة بشكلٍ أكبر عندما بدأت القطاعات تتعافى، إذ ارتفع طلب قطاع السيارات على الرقائق بشكلٍ كبير مع ازديادٍ مستمر للطلب من القطاعات الأخرى، مما سبب ضغطاً إضافياً على مُصنّعي الرقائق الإلكترونية.

2- حوادث طبيعية: لسوء حظ صناع الرقائق الإلكترونية، أصابت ولايةَ تكساس الأمريكية -والتي تحتوي على أكبر عددٍ من مصانع الرقائق الإلكترونية في أمريكا- أسوأُ موجةٍ ثلجية منذ عقود، والتي أدت إلى انقطاع الكهرباء عن العديد من المنشآت بشكلٍ كامل. عانت تايوان أيضاً -والتي تعتبر من أكبر مصنعي الرقائق الإلكترونية- من قحط مياه هو الأسوأ منذ سنوات تسبب أيضاً بانخفاض قدرة تصنيع الرقائق، حيث تحتاج عملية تصنيع الرقائق إلى استخدام الماء بشكلٍ كبير. أضف إلى ذلك احتراقَ مصنعٍ ضخم للرقائق الإلكترونية في اليابان مسبباً ضغطاً إضافياً في هذه الأزمة!

 

ماذا يعني لي هذا؟

بسبب اعتمادنا الكبير على الأجهزة التي تستخدم هذه الرقائق الإلكترونية، من المتوقع انتقال تأثير الأزمة إلينا بشكلٍ واضح. ومن بعض هذه الآثار: (1) ارتفاع أسعار الهواتف الذكية وهو ما صرحت به شركة Xiaomi فعلاً. (2) انخفاض العرض لبعض المنتجات مثل ماحدث في جهاز الألعاب PS5 والذي يواجه طلبا مرتفعاً ويستغل البائعون نقص العرض لبيعه بأسعارٍ أكبر، بالإضافة إلى (3) اختفاء ميزات بعض المنتجات فمثلاً، اضطرت شركة السيارات الشهيرة نيسان إلى إزالة أنظمة الملاحة من الآلاف السيارات المصنعة لديها بسبب عدم وجود رقائق كافية لتشغيلها!

 

ويبقى السؤال .. مالحل؟

مازالت العديد من الحكومات وشركات الرقائق الإلكترونية تبحث عن حلولٍ لهذه المشكلة، فقد اقترحت الحكومة الأمريكية خطةً لبناء المزيد من مصانع الرقائق الإلكترونية لزيادة القدرة على تلبية الطلب، لكن حتى وإن وضعت الخطة موضع التنفيذ لن يمكن رؤية نتائجها إلا بعد عدة سنوات.

في الوقت الراهن، قررت العديد من الشركات والمصانع التخلي عن منهجية الإنتاج في الوقت المحدد Just in Time Manufacturing -وهي استراتيجية شراء القطع اللازمة عند الحاجة إليها فقط لأجل تخفيف الهدر في الموارد- واتجهت لمحاولة شراء كمياتٍ كبيرة من الرقائق الإلكترونية لتحمي نفسها من أي مشاكل أو تغيراتٍ مستقبلية قد تُفاقم هذه الأزمة.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اشترك معنا!

لتصلك بزنس Shot ☕ ساخنةً صباح كل اثنين