هل تثق في فريقك

أحمد يرى أنّه مؤهل أكثر من بقيّة زملائه ويكبت غضبه الناتج عن اعتقاده بأنّه مظلوم..

سها ماهرة جدّاً في عملها ولكنها غير متعاونة مع زملائها..

رائد لديه مشكلة في التفريق بين الحزم والهجوميّة ويتعامل – باسم الإدارة الحازمة- بقسوة تحبط كل من يعمل معه..

كل فريق أيّاً كان طبيعة عمله أو مكانه أو أعمار أو خلفيّات أفراده يواجه – خاصّة في بدايات تشكيله- العديد من المشاكل المشتركة التي تعيق سير العمل بسلاسة وتشتت الجميع عن التركيز على النتائج.

وفي كتابه “العوامل الخمسة المؤديّة لخلل العمال الجماعي” (The Five Dysfunctions of a Team)، يسلط المؤلف الضوء على خمسة مشاكل بالتحديد يرى أنّها المشاكل الأبرز التي تواجهها الفرق والتي تسبب العقبات الرئيسية أمام نجاحها. جرعتنا اليوم مستوحاة من المشكلة الأولى التي يستعرضها الكاتب والتي هي الأهم بنظرنا:

 

غياب الثقة

وهي من منظورنا العائق الأكبر الذي هو أشبه بـ”مادّة سامّة” ما أن تبدأ بالتغلغل في جسد الفريق حتى تجعله عرضة لكافّة أنواع الأمراض والمشاكل الأخرى.

أي فريق هو مجموعة متنوعة لدى كل منها أهداف خاصة، وأجندة شخصيّة، وطموحات، وشعور بالـ”أنا” تكون جميعها حاضرة في أيّ تواصل أو تعاون بين الأفراد وتدفعهم بشكل تلقائي للدفاع عن مصالحهم، وإخفاء عيوبهم وأخطائهم، وربما – إذا تفاقم الوضع- لإيذاء باقي الفريق بهدف حماية “الأنا” الخاصّة بهم.

وفي حال غياب الثقة ستتضارب المصالح وتتفاقم الشكوك والمخاوف ويتلاشى معها الإحساس بالثقة والأمان.

يستعرض الكاتب عدداً من الحلول من أهمّها:

١) نعم.. المدراء أيضاً يخطؤون

الحل الأوّل والأكثر فعاليّة هو أن تبدأ الإدارة بخلق جو من الأمان والثقة المتبادلة وذلك من خلال اعتراف الفريق الإداري بأخطائه ونقاط ضعفه وقصوره، ومن ثمّ التأكيد على أنّ الفريق هو مساحة آمنة للمحاولة والخطأ وطلب المساعدة دون خوف. مع مرور الوقت ستصبح المساحة الآمنة هذه جزءاً من ثقافة الشركة وتتغلغل إلى كافّة تعاملاتها وأقسامها.

٢) عرّفني عليك كي لا أسيء فهمك.. 

يقترح المؤلف أيضاً خلق فرص للتعارف العميق بين أعضاء الفريق حيث أنّ معرفة ماضي الطرف الآخر وخلفيّته الثقافيّة والنفسيّة تحول دون الكثير من التفاسير الخاطئة وسوء الفهم الذي كثيراً ما يؤدي إلى فقدان ثقة غير مبرر. مساحات التعارف هذه ليست مضيعة للوقت بس هي على العكس، توفّر الكثير من التأخير الناتج عن سوء الفهم وسوء التواصل.

أخيراً، لابد من الانتباه في زحمة المشاغل اليوميّة إلى أنّ ثقتك بأفراد فريقك من الناحية المهنيّة ليست المقصودة هنا، بل إن الكفاءة المهنيّة العالية قد تزيد من التنافسيّة والصراعات إذا لم تحتويها بيئة صحيّة يثق أفرادها ببعضهم البعض على الصعيد القِيَمي الشخصي. احذر من أن يكون تركيزك الزائد على إنتاجية فريقك سبباً في تدميرك له!

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اشترك معنا!

لتصلك بزنس Shot ☕ ساخنةً صباح كل اثنين