“حيثما رأيتَ عملاً تجارياً ناجحاً.. اعلم أنَّ هناك قراراً شجاعاً اتخذه أحدهم يوماً ما “
– بيتر درَكر
• ديزني تحقِّق في سنةٍ ونصف ما حققته نتفكلس في 10 سنوات!
متجاوزةً كلَّ التوقعات، تخطَّت +Disney (منصة البث الرقمي المتخصصة بالبرامج العائلية) الثلاثاء الماضي حاجز 100 مليون مشترك في ظرف 16 شهراً فقط! يُذكر أنَّ الشركة كانت تتوقع عند الانطلاق الوصولَ إلى 60 – 90 مليون مشترك بحلول عام 2024!
• ليجو Lego.. الحظ يحالف المستعدين!
نمت مبيعات ليجو بنسبة 13% العامَ الماضي لتتجاوز حاجز الـ10% لأول مرة منذ ثلاث سنوات. وعلى مبدأ “مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد” أشار الرئيس التنفيذي للشركة إلى أنَّ ليجو كانت الخيار الأول لعددٍ كبير من العائلات لإمضاء أوقات مميزة معاً خلال الجائحة. ولكن بحسب قوله لم تكن الشركة لتستفيد من هذه الفرصة لولا استعدادها، وذلك عبر استثمارها في مبادراتٍ واسعةِ النطاق تتعلق بالابتكار وتطوير المنتجات وتسهيل المبيعات الإلكترونية خلال العامين اللذين سبقا الجائحة.
• “الشتاء قادم” على موظفي هافينغتون بوست Huffington Post!
في اجتماعٍ مع الموظفين كان رمزُ دخوله “spr!ngisH3r3” ، أي “جاء الربيع”، أعلن الرئيس التنفيذي لـ Buzzfeed عن تسريحِ ثلث الصحفيين العاملين في هافينغتون بوست الأمريكية، إغلاقِ القسم الكندي بالكامل Huffpost Canada ، وتقليصِ حجم قسم الأخبار المحلية في Huffpost Australia. يُذكر أنَّ Buzzfeed كانت قد أعلنت استحواذها على HuffPost في نوفمبر العام الماضي.
في خطوةٍ صادمة لقطاع الإعلانات، جوجل تقرر الإنهاء على “الكوكيز”!
في خطوةٍ صادمة للشركات المتخصصة في الإعلانات الرقمية، أعلنت جوجل وقفَ استخدام ملفات تعريف الارتباط للطرف الثالث 3rd Party Cookies بنهاية عام 2022 وذلك للحفاظ على خصوصية المستخدمين.
هذا القرار كان له أثرٌ إيجابي لدى المستخدمين المتخوفين من قدرة الشركات على مشاركة معلوماتٍ حساسةٍ عنهم، لكنه في نفس الوقت أثار ضجةً وسط شركات التسويق التي تقول أنها ستتضرر نتيجةً لذلك ولن تستطيع تخصيص الإعلانات بشكلٍ دقيق.
ماهي ملفات تعريف الارتباط؟
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) هي ملفاتٌ صغيرة الحجم يتم تخزينها على جهاز المستخدم من قِبَل المواقع الإلكترونية.
يوجد بشكلٍ رئيسي نوعان من ملفات تعريف الارتباط، النوع الأول يمكن اعتباره “شراً لا بد منه” أما النوع الثاني فالمستفيد الأكبر منه هو المعلنون!
النوع الأول: ملفات تعريف الارتباط (الطرف الأول)
تُنشئها المواقع التي نقوم بزيارتها وتستخدمها للتعرف علينا عند تكرار زيارتنا لها في المستقبل. على سبيل المثال، يستطيع الموقع بفضل هذه الملفات تذكُّر بياناتِ دخولك والصفحاتِ التي قمت بزيارتها وتفضيلاتك من أجل توفير تجربةِ تصفحٍ أفضل لك (أو لهم :))
تسمح أغلب المتصفحات بهذه الكوكيز وتعطي للمستخدم الخيارَ بحذفها يدوياً إن أراد.
النوع الثاني: ملفات تعريف الارتباط (الطرف الثالث)
لا يُنشئها الموقع الذي قمت بزيارته بل تطبيقاتٌ لجهاتٍ أخرى (أطراف ثالثة) تعمل عليه، كما يستطيع أيُّ موقعٍ آخر يتعامل مع نفس التطبيق قراءةَ معلوماتك واستخدامها! على سبيل المثال: لا شك أنَّك قمت من قبل بالبحث (في جوجل مثلا) عن منتجٍ معين لتتفاجأ(ي) بسيلٍ من الإعلانات عن منتجاتٍ شبيهة تغزو مواقع التواصل الاجتماعي لديك! يمكنك شكر (أو لَعْن.. خاصةً إذا كان المنتج محرجاً بعض الشيء!) ملفات الارتباط من الطرف الثالث.
قرَّر عددٌ من المتصفحات المهتمة بالخصوصية حجبَ إمكانية إنشاءِ هذه الملفات منذ سنوات (مثل متصفح سفاري Safari و فايرفوكس Firefox) لكنَّ قرارَ جوجل كروم – الذي يسيطر على 64% من الحصة السوقية لمتصفحات الانترنت – أتى بمثابة إعلانِ إنتهاء حقبةِ هذا النوع من ملفات الارتباط.
ماذا يعني لي هذا؟
كمستخدم: سيكون للحدِّ من استخدام ملفات الارتباط من الطرف الثالث انعكاسٌ أفضل على خصوصيتك، وقد يحدُّ من قدرة الشركات على استخدامها بطرقٍ تُظهِر معلوماتٍ حساسةً لأطراف ثالثة بدون إذنك.
كمسوّقٍ إلكتروني: قد يُشكّل هذا القرار تحدياً لشركات الإعلان مستقبلاً، فلن تستطيع خدماتُ الإعلانات تحميلَ ونقلَ معلومات المستخدمين عبر المنصات المختلفة، مما قد يحدُّ من مرونة عملها وقدرتِها على استهداف الجمهور بشكلٍ أدق. لذلك أعلنت كبرى المنظمات المعنية بالتسويق مثل ANA و WFA عن تحالفها للبحث في سُبُل التأقلم والتعامل مع هذا القرار، كما أعلنت أنَّ هناك محادثاتٍ جاريةً مع جوجل للنظر في البدائل المستقبلية الممكنة لهذه الملفات.
الصورة الكلية
قد يكون إلغاءُ ملفات تعريف الارتباط للطرف الثالث قراراً ضمن سلسلة قراراتٍٍ تتخذُها شركات التكنولوجيا الكبيرة حالياً استجابةً للضغوطات المتواصلة التي تتعرض لها من قِبَل الحكومات والمستخدمين على حدٍّ سواء؛ إذ تُشكّك هذه الأطراف في نزاهة هذه الشركات في التعامل مع الكمِّ الضخم من المعلومات الحساسة التي تجمعها من المستخدمين واحتمالية بيعها لأطراف ثالثة. يُذكر في هذا الصدد قضيةُ فيسبوك وشركةِ تحليل البيانات كامبريدج أناليتيكا Cambridge Analytica الشهيرة التي تم فيها اتهام فيسبوك بتسريب معلومات الملايين من المستخدمين لشركة كامبريدج أناليتيكا لاستخدامها في إعلاناتٍ سياسية.
ماذا تُعلِّمنا خزانة ملابس أوباما؟
لديك مقابلةٌ مهمةٌ جداً تحتاج إلى كامل تركيزِ مديرِك أو عميلِك، فمتى تقابله؟ 8 صباحاً؟.. أم 12 ظهراً؟.. أم في نهاية اليوم؟
جرعتنا اليوم مستوحاةٌ من نظرةٍ سريعة على خزانة ملابس كلٍّ مِنْ: أوباما، وستيف جوبز، ومارك زكربيرغ. فما القاسم المشترك بين خزائنهم؟
رغمَ ما يمتلكه كلٌّ منهم من خياراتٍ تكاد تكون لا نهائية، إلَّا أنهم اختاروا أنْ يحُدّوا خياراتهم بزيٍّ واحدٍ فقط أو اثنين! هل يعني ذلك أنَّهم أشخاصٌ مُمِلّون لا يستمتعون باختيار الملابس وتغييرها؟
لا.. هم ببساطة يحافظون على “شحن” بطارياتهم.
في تجربةٍ لمعرفة مدى تأثير اتّخاذنا للقرارات على طاقتنا، قام فريق الباحثة جين توينغ بدراسة فريقين:
(1) فريق “اتخاذ القرار” و (2) فريق “التوصيف”
بعد وضع مئاتٍ من الأشياء غير الثمينة ( شموع – قمصان – كرات تنس – وحتى العِلك وعلب الكوكا كولا) على طاولة، طُلبَ من الفريق الأول “متخذي القرار” أن يقارنوا كلَّ مرة بين شيئين فقط ويختاروا أحدَهما.
في حين لم يُطلب من الفريق الثاني أن يُقرر، طُلِب منهم فقط “تقييم” كلِّ غرضٍ على حِدَة دون مقارنة. بمعنى أن يمرّوا على كل شيءٍ على الطاولة ويقوموا بوصفه.
بعد نهاية التجربة تمَّ استخدام عدةِ طرقٍ معتمدةٍ في علم النفس لقياس “قوة الإرادة” وكانت النتيجة دائماً نفسها: كانت “قوة إرادة” المجموعة الأولى التي أمضت الوقت في اتخاذِ قراراتٍ كثيرة (مع أنها بسيطة) أقلَّ بكثير من المجموعة الثانية التي قَيَّمت دون أن تضطر إلى المقارنة.
حتى المحكمة “بطاريتها ممكن تخلص”
مثالٌ آخر -دراميٌّ بعض الشيء- لكنَّه يُبيّن مدى خطورة وجدية إرهاق القرار ومدى تأثيره على حياتنا:
أظهرت دراسةٌ لجامعة كولومبيا شملت أكثر من 1000 حُكمٍ قضائي أنه خلال الجلسة القضائية الواحدة، تنخفض نسبة الموافقة على إطلاق السراح المشروط للسجناء بشكلٍ تدريجي من 65٪ في بداية اليوم لتصل إلى 0٪ عند استراحة الغداء لتعود إلى 65٪ بعد الاستراحة!
باختصار.. قدرتُنا على اتخاذ القرارات أشبه بالبطارية: تُستهلَك مع استخدامنا لها لنصبح – عندما تضعف – أكثرَ عُرضةً لاتخاذ قراراتٍ خاطئة أو غير منطقية أو حتى تجنّب اتخاذ القرارات أصلاً.
بسّط حياتك ولا تستهلك البطارية في قراراتٍ غيرِ هامة على حساب القرارات الهامة التي ستصل إليها منهكاً.
وبالنسبة لسؤالنا لك في بداية المقال.. بخصوص مقابلتك المهمة: أحسن تخلي المقابلة لما تكون بطارية القرارات لمديرك أو عميلك مليانة!
اشترك معنا!
Egestas et in facilisis viverra et interdum.
لتصلك بزنس Shot ساخنةً صباح كل اثنين